بعنوان : ألوان بألوان كلّ النّساء كالحرباء معتّقة المذاق ....
أو الأنثى صعبة المراس ....الثّائرة على الأعراف وعلى كلّ الطقوس....
صورة الغلاف صورة سوريالية، لفتاة برأس يكسو نصفه الأيسر أوراقا خضراءً و أغصانا عارية من جهة اليمين جذعه ثلاثة أطراف كأنها جاثية على ركبتها ملتحمة بيد يمنى هي الأخرى جاثية على ثلاث أطراف تقابل أطراف الرأس وكأنها في عناق تنحني اليد للرّأس إجلالا وتعظيما. يد ممسكة بغيمة الحلم وكأنها تمسك سيجارة على مستوى الأذن اليسرى، في اتجاه الذّقن.
دائرة كأنّها القمر، كأنّها الزّمن ، قمر حجب الشّمس، لتبرز الفتاة بفصلين، فصل خريف وفصل ربيع، لاغية فصل الصّيف والشتاء تؤكده ٦ أطراف الجذع واليد... ستة أشهر... نصف سنة...
ألوان : رمز لامرأة احتوت أسماء كل النّساء،...كنية...دَلالا... ودِلالة.... لصورة ذهنيّة يحملها الرّجال عن النّساء .... فهي الزّهرة، و الوردة، والأمل، والحبّ، والأمّ، والأرض، والعرض، والأخت، والبنت، والرّفيقة، والعشيقة، والجارة، والصديقة.
(وراء بيتنا العتيق ...
أشياء أخرى ...مخفاة تحت المائدة الكبيرة .... كنت أتناوم... كنت أستمع إلى أحاديثهم عن النّساء .. مغامراتهم... مع البعض ...لكل منهنّ اسمها ...
التفّاحة ..
الوزّة ...
الفرس..
الوردة..
أسماء عديدة ...أحيانا لا تحمل معنى ...كلّ واحد يتباهى بممارساته ...
كنت سابع إخوتي ...)
، وهي الهِيَ، لذاتها،في ذاتها في غٌربتها في اغترابها، في تغرُّبها في ابتساماتها في ترشّفها لقهوتها لشايها . لذكرياتها ....فهي الهي في وحدتها... في فضائها الخاصّ... في الدّاخل ...في الخارج ...وراء الأبوب، في الصّقوع...بين الأحضان في الأكواخ، وفي العراء بين السّماء والأرض، بين الأزرق والأصفر والدّم لون الأرض والحياة والنّور والشّمس، في حركة دائرية كدوران الشّمس والأرض والزّمن، لا تعرف بداية ولا نهاية. تنتظر صفّارة الحكم العدل . لتعلن انتهاء فصول فصول الحياة، ونفخ في الصّور، وهي الانبساط والطّريق المعبّد وهي المربّع والحَلبة والجَلبة والصّمت والعبث والفكر والإدراك والرُّكح والوِعاء والرّحم الحاضنة، والرحمة الرّاعية لعهد الوجود، منذ النُّزول إلى النِّزال من الأزل، في بداية البدايات، لخوض تجربة الفعل، والتّكاثر، تعمل بجهد وكدّ، في صمت، صاخب، داخل معترك الحياة، في زمن لا يعترف بالسّكون . الاستقرار. قراره غيابات ذاكرة، تستوطنه، تَتَدافع لتُدافع عن حقِّها، في أخذ زمام الأمور، في القيادة، وأخذ القرار في كلّ مجال. لتفعيل قوانين الرّجال الذين يمُنُّون ما خَلّدوه على الورق ، سطورا...
سطور ألبسوها "قبّة الإخفاء "، ليظل التّحرّرأسطورة . أسطورة ،أوهموا بها "شهرزاد الأسطورة " أسطورة.... في بعض أسطر... حرّرت بعض الرّجال من الالتزام بالواجبات .... وبالوفاء بالعهود ....تحت كل المسمّيات ...في كل العهود ...
(المتساكنين ...يتهامسون
علي المهاجر سيبيع كل ممتلكاته يطلب أموالا طائلة ثمن لها ...
_ لا أحد يملك مبلغا مثله ...ربما العرّاف...
-طقوس لم تترك له شيئا ...حملت معها كل ما كسب ...رحلت لا أحد يعلم أين ...
أحدهم شاهدها تغادر قصرا خرافيا ...
هي الأنثى ...الأنثى الإثارة
ص ٧٥( المتساكنين )*)
وتبقى شهرزاد ألوان الحكاية والغواية طقوس كما جاء في الرّواية
أنت حكايتي الغواية( عمر )*
غواية الحكاية أنت ( ألوان)*
هي الأنثى ...الأثى الإثارة (المقصودة طقوس )* المتساكنين ص ٥٨
غريب أن لا يهتم المتساكنون بالفعل.. بالحلال وبالحرام وبتقييم الأخلاق كما تعودنا في المجتمعات .. نراهم يقيّمون ثمن الأرض...
هه .. ضاعت الأخلاااااااق...و القيمة....لا قيمة إلا لقيمة تقييم البورصة في السّوق المالية ...
حركة لا تتآلف مع كينونة الحياة... حركة غريبة... غرّبت الهي... والهو.. والهم ...والأنا ...والنّحن.. والشّهريار... والشهرزاد ...
المنبوذ... صار من ليس له نقود ...
الأخلاق ...صارت آخر العنقود ....في الزّمن المفقود .....
أنثى الفصول رواية ..سمتها التشظي ..مرآة لأجساد مغتربة داخل أجسادها تعاني فقد المذاق تتصارع ...في بحث عن غريب بطعم الماضي ...تلفظ الواقع تأمل تتأمل ..حراكها دائري في مد وجزر زئبقي
قفل، ومفتاح، مشفّر، بطقوس الزّمن، والمكان، يحدوه الفعل، والانسياب والدّيمومة، والغلوِّ، في الثّورة على السّائد.
ألوان، المرأة بكل الألون، وفي كل الرّسوم، المصرّة على توقيع بصمتها في الابتسام.
(ابتسامتي هويتي...عنواني ...دونها
لا أعرفني ...)*ص٦٥ ألوان
قهوتها، أيقونة دلالية تحمل فعل التذوّق، والمتعة باللّحظة في المكان ، بالشّوق، بالأمل، بالبعث بالوعي بالذات، بالفعل، بالدّقة، بالتدقيق، بالمقاربة، بين هذا وذاك في الجزء في تفاصيل، تفاصيل اللّذة بالحياة ...
(قهوتي.. بطعمي ...
بتفاصيلي أريدها......)*
ص٥٢
(أتعتّق بمذاقها ...ص٥٧
يعتقني إيقاع المطر ... ص١٣١
بي رغبة في أن أعتّقك ص ٦٥)*
رشفة، وكأنها تَعتِق الذات، تخلّصها من نتوآت غَرّبتها، كَبّلتها، صَيّرتها خاضعة لموروث ثقافيّ، فرّق بينها وبين الآخر، لمجرّد الاختلاف، في بعض التّفاصيل، اختلاف أشعره بالتميّز، ظنّ في الاختلاف ربوبيّة، منحته حقّ الاستعباد، هذه الرّبوبيّة المزوّرة باسم المتأمرين:
" العرف
والعادة
والمجتمع
وسوء فهم الدين "
أثار غضب "شهرزاد الحكاية" لتقدّ لنا عالما تخييليّا لرحلة وجوديّة سعت فيه الرّاوية السّاردة المتقمّصة دور ألوان حينا، وطقوس، في طقوس ألوان قوس قزح، ذوات إيناث تمردن على الموجود، بعَتق الرّوح والجسد من القيود بنبذ العقود، بتعتيق نبيذ الحياة المتمرّدة وتعتّقها ألوان
التي تريد أن تتعقّب الماضي، في الحاضر، شديدة التّرحال عبر المكان لتلحق بالغريب في الاغتراب بممارسة اكتشاف الألوان على الجسد، في ذاتها وذات الآخر، رافضة الحدود تكره الالتزام، رغم تشبثها بالبقاء بالأرض تريد أن تُشبِهها تأخذ من خصائصها، لذلك تتلحّف السّماء في العراء تبحث عن الخصب، تبحث عن العشب كسرحان ضمآن يلعق ثدي شاة متشبّثا بالحياة... كفقير تكفّل به أغراب فاغترب في الدّيار تغرّب في مذاقات غريبة ....
رموز، وطقوس، نصنعها ونصير عبيدا لها لا نستطيع التّخلّص منها. يتداخل الماضي، بالحاضر تفقد الرّسّام فلا تُريد أن تضيّع اللّحظة، الحلم المشتهى، بالفعل بالارتواء، عشب ...خصب...
أنثى صعبة المِراس... تثور، وتدير عجلة الزّمان ...في ذاكرة ...كقاطرة..
محطّتها، سعادة مفقودة... ولذّة بمذاق غريب....، مصدره شعاع.... انبلج في زمن.... كان حاضرا...، سرعان ما انفلت.... و صار ماضيا....، رسمت فيه فارسا غريبا.... يشبهه ....غاب.... وظلّ حاضرا بالغياب، بالنّسل، والتّناسل.
جدّتها ظلت تختزن كل التّفاصيل .. تفاصيل، ورّثتها لحفيدتها، مدلّلة أبيها، التي تنتظر فاكهة الحكاية..... التي لم تكتمل.... حكاية ظلت طريق الحاضر... تستّرت وراء الغيوم تنتظر من يزيح السّتار في المستقبل رافعة راية التّحدّي للواقع السّائد تنتظر مخلّصا .....
(أصبحت جدّتي أنثى مراهقة ...
"قلت لها بكل لهفة ....
أريد رجلا مثل جدّي ...عندما أكبر ....هل أجده ...)*
ظلت تنتظره في الحركة، في الحسّ، في الوجد، في الحلم بالمجد، ترسمه وتخضّبه تنتظره ...تنتظر أتمام الحكاية، التي لم تكتمل، تنتظر الغريب المخلّص مانح الخلود ...
لتمتطي صهوة جواد عربي ....
منقذ الأصول ... راعي الفصول لتكتمل الذّوات ...بالاتّحاد .. والعلوّ... حيث يتوحّد الزّمان والمكان فيصير سرمديّا أبديّا ....
هي أنثى الفصول... جمعٌُ لكلّ النّساء تَعتّقت و عتَّقت كل الألوان...هي قوس قزح ... ألوان، تشع منها ألوان الأرض ...والتّربة... والشّمس.. بمذاق زهر اللّيمون، منشّط الحركة... والفعل ...وديمومة الحياة في كينونتها... تصور تراجيديا الحياة و الموت والفقد والرّحيل ...
رحل الجدّ، وكذلك الأبُ لم تسلم الأم.ّ.. بقي النّسل .... احتفظت ألوان في ذاكرتها أيضا، بطعم التّين... طامعة في الحب ذاك الأمل التي تذوّقت قطراته في الصّباحات... لتظفر بحب أزليّ ....لم يتحقّق بعد ...
(أفتح فمي ...أرتوي من الماء النّازل من الأوراق ...ماء بارد لذيذ ..بطعم حلم ليلِي ...يأبى المغادرة ...كبرت أنا رحلت أمّي ..أُغلق الباب ...باب منزلنا الأسود الكبير ..بقيت شجرة التّين الحالكة ...بموسم خصب آخر ...معي دثّرت أحلامي التّي لم أعشها ...بداخلي أخفيت حبّا ..قد يداهمني ...ذات نبض آت...
بحرارة .....)*
مونولوج صوت ألوان ص ٦٣
رفضت ألوان أن تكون مفعولا بها، فكانت فاعلة، بإدارة كلّ الإناث في الرّواية كما أرادت واشتهت ...
حتى أمّ عليّ المهاجر، بعد أن رماها زوجها بالجنون ...(نامت على صوت شخيره تعيش ما كان يمكن أن يكون..... )*.ص٦١
المرأة لديها.... فعل،...سيلان.... استمرار.... طموح،....رغبة.... ثورة في التغيير في التعبير، ف تحرير العقول من الطّقوس، والنّواميس، التي تكبّل مجرى الحياة... والفعل.... والسّيلان والاستمرار .....
رحلة... وجودية.... لإمرأة تشبه أبا هريرة..(للكاتب التونسي المسعدي )* في ترحاله و غربته واغترابه كلاهما سعى إلى البحث عن الحقيقة، مرورا بالعبث. رحلة بها من الوعي والإدراك، ما تؤكّده الأفعال ،والصّفات المتكرّرة الحاملة للحسّ... للمتعة... للتّذوّق... للّعاق... للتّّخضيب... لللّظى... للحياة ...هي رسالة مشفّرة... رموزها.... أسماء شخوصها...أمكنتها منفتحة... عراء ثلج ...جليد... رخام ....تلال ...هضاب ....ظلام.... مشاعر... برود....برودة... سيلان..أودية أرض خصبة وأخرى قاحلة مشمسة وأخرى ثلجية ....
أنثى فصوووول ... تحلم بفصل الألم عن الأمل ، في فصل غد أفضل للمرأة الرّيفية... للمتحضرة... المحسودة... على ما تحصّلت عليه على الورق، الفاقدة للطّعم للمذاق، تلهث وراء ذاكرتها علّها تجد ريح جدتها... في المأكل والمشرب والملبس والشاي والقهوة وفي الكؤوس وعلى الموائد والمناضد في مقهي" اللّاك" في العاصمة في بلاد الأنوار ....
بعض الشّخصيات تبدو مستقلّة عن بعضها البعض، في الحاضر كالشّخوص التي تمّ استدعاؤها عبر الذّاكرة عن طريق الحكي والمونلوج والاستبطان والتبئير ... كالجدّ و الجدّة و سيسيليا وزوجها المستعمر و امّ علي، وأب علي،وأب عمر، الذّي تمنّى أن تكون له ابنة فألبس عمرا فستانا وعتّقه. كذلك المتساكنين ...
وسط كلُّ هذا، أبطال يتأرجحون فقدو هويتهم، غُيبت صورتهم عٌلِّق حضورهم، في حضورهم .... غرباء مغتربين داخل ذواتهم، وفي دّيار هم... في الدّاخل و في الخارج... مذبذبين بين الماضي والحاضر بين بين ذاكرة الزمكان ... والهُنا والهناك... بين الأنا والآخر بين الواقع والحلم بين ما هو كائن وما يجب أن يكون
ك "القيمة "la valeur و هوية..هوية الإنسان العربي... والاخلاق والأرض العربية .....
بعضهم بالرّغم من أنه قد غادر الحياة وفارقها.. واستكان... إلّا أن أفعاله ظلت تسكن ألوانا.. بكينونتها.. و صيرورتها.. في سيرورة الحياة.. وديمومتها في حركتها الدائرية دائرة الزمن الفعل ...لذلك بقيت مشتهاة ولم تدركها بعد ...ظلّ الفعل لدى الوان مبتورا منقوصا لم يكتمل ...ظلت تركض و تحلم في تحقيق السّعادة عبر ....قنوات التّجربة الحسيّة الماديّة الجامحة الرّافضة لكل نمطي اعتقادا في كسر القيود والتحرّر ....والثّورة على النّظام المجتمعي السّائد ...بغية تعتيق الفعل بالرّمز ...
بالرّغم من تشبّثها بالأرض، بالمكان بالرّوائح ...برسم صورة للسّعادة حملتها بين طيّات ذاكرة، أرادت استنساخها عن الماضي. لم تفلح في كسب المرغوب المفتول الغريب العرّاف العارف البصير المستبصر ذاك الذي سكب عليها ألوانه... فصارت إلى ما صارت إليه ألوانا بألوان كل النّساء كالحرباء ...كقوس قزح قبل الغروب تنبئء بيوم جميل مشرق ............
.........
خاضت التّجربة مع علي المهاجر ....
ومع وغيره .....
شوقي إلى علي المهاجر جدّ كبير ...لم أره إلا لساعات ...أنا أحب عرافي ...أتماهى فيه... ينبض بي...لماذا لا أقتصر على رجل واحد ...هذا الجوع إلى الجسد الآخر ...يكاد يشي بما يحسّ...(ألوان)* ص ٥٧
العلاقة تبدو ديناميكية بين مدّ وجزر ومخاتلة وامتناع :
ألوان /طقوس
طقوس /العرّاف
ألوان /أختها
علي/ألوان
عمر /الوان
عمر ابن ابي ربيعة /عمر
عمرابن ابي ربيعة /الوان
أب عمر الشاذ/ أصدقاءه
عمر وأبوه
عمر /فيروز مطربة الصّباح
الوان / فيروز مطربة الصباح
الجدة /الجد
الجد / الوان
ألوان /الجدة
ألوان /اب الوان
أب ألوان /أخوة الوان (١٦ عشر )*
عمر /الرّسام/علي المهاجر /العرّاف
شخوص ، من حيث الفعل... ومن حيث صفاتها المحمولة.... العلاقة تبدو ... قائمة على ثنائية الحركة والسّكون ... على الفعل باختيار القرار، على الشّذوذ على النّفور، وعدم القبول على الرّضى والإنصياع، على الثّورة على التّحدي والتّصدّي والتّغيير ...
)تآلف تناقض/ هدوء ورضاء...
بحث في ماهية السّؤال ...بحث عن حقيقة حاضرة غائبة تغيْهِبها، وغائبة حاضرة تعتّقها تتلمّظها تخضّبها أنثى الفصول ....تعطّرها ...تنتظر إكمال فعل الحكي ....تكتشف سرّ الفعل.. لم تدرك خصوبته ..رحيل وترحال حلاال وحرام ...ولذّة لم تدرك...عبث...
طقوس / وألوان تناغم ونفور، تجارب ضدّ العرف، ضدّ الدّين، ضدّ الطّبيعة، ضدّ الفعل، ضدّالحركة، ضدّ البقاء، تجديد كان غايته تجديد الفعل، وتحرير.... أنتج إيقاف الخصوبة... فعل عقيم ....شرّعته ألوان في ممارساتها ..لم يُرضها ..فاستأنفت الرّحلة ...ضلّت تركض تفرُّّ من الحاضر إلى المستقبل مستجدية بالماضي...بالذّاكرة بالمرآة في الزّمان والمكان والمذاق والألوان والروائح .... علها تستظلُ بظلّ ظلاله..... وتنعم بالسّعادة المنشودة المفقودة ....
أقحمت بعض الحيوانات في روايتها . كظل يعكس الحركة، حركة الوجود، حركة حب البقاء، حركة فعل غريزة الإشباع الأولى، غريزة الشّرب، و الأكل والاعتناء، والرّفق بالمختلف، الضّعيف، العاجز، وإن كان الصّغير، سرحانا، والكفيل شاة ، وليمة لأمّه وأبيه و أكلة شهيّة .... كذلك صوّرت لنا عقدة الضّعيف،المستعمَر، عندما يتباهى بالجلوس إلى المستعمِر، الغاصِب، المُغتصب، صورة تعمّدت عكس ظلالها، على مرآة الحياة الإنسانية، في صورة علي المهاجر الذي أعجبه اسم Alain الذي أطلقته عليه الاسبانية كرمز للمغتصب الأندلسي منتهك الدّيار و أرض الأجداد سالب الأمجاد قاهر المورسكيين بمحاكم التفتيش ...لا ترى في الشّرق سوى مغارة النّفط للنّهب والسّلب. اسبانية زوجة مستعمِر استعمر أرضا... افتكّها ..اغتصبها ...بعقدٍ أحلّ به فعلُ انتهاك حُرمتها بفعلٍ حلالٍ، لم يشفع لعُقم الفعل، فكان جليدا باردا ثلجا عقيما لم يَخْصِب ....
رموزٌ ودلالات أيقونات استدعتها الكاتبة بوعي، وإدراك ذات، عتّقها الزّمن، فعَتَقَته استردادا إيقاعا تنغيما... و أفعالا.. ألفاظُا مخاتلة زئبقية، في مدّ وجزر، تهب نفسها مرّة لمعنى، وتتمنّع عنه مرّة أُخرى باحثة عن فيض للمعنى تتشكل فيه كحرباء في غابة غنّاء ... أبرزت الرّواية ثراء معجم الرّاوية وزخمه ... في مضمر متشظّ ...شذري خيطه الرّابط
أفعال، ظلال، تلال، جبال، هضاب أرض، واقع حركات ... ، أودية حرث بذر، زرع، ديمومة، صيرورة،كينونة كونيّة...
معجم يتباهى ويتماهى بتفرّده :
أفعال في عرس تتباهى.. تتماهى.. في فصول فصول أنثى الفصول ..
* وأنا أتلمّظ ١١٨
تلمّظها الجميع ١١٩
تلمّظنا ما أكلنا ١١٩
ترشٌفيني ...تلمّظي شوقي إليك ...ص٦٥ (الرسّام)*
*أتعتّق بمذاقها ...ص٥٧
يعتّقني إيقاع المطر ص١٣١
بي رغبة في أن أعتّقك ص ٦٥
*لتخضيبها بالشّاي ١١٩
مخضّبة بتفاصيل أحلام ١١٩
خضّبوني بالحنّاء( الجدة )* ص١٢٦
يخضّب جذعها( أي الزّيتونة )*
ص١٢٨
خَضّبتْ ملابسي ...ص٥٥ (عمر)*
مخضّبة برائحة سيجارته الأخيرة ..(ألوان )*ص ٥٦
الكلأ المخضّب عرقا ألوانا..قهوة...
*مضمّخا بعرقه ص ١٢٨ (ألوان )*
التّراب المضمّخ بماء المطر ...١١٨
ضمّخت إصبعها بسائل كريه ١١٩
مضمّخة بأديم الأرض ١١٩
ضمّخوا شعري الطّويل بالصّندل ١٢٦
مضمّخا بأنفاسه ...١٢٨
ضمّخت جسدي ص٥٥
أتضمّخ بألوانها ص٥٧ (ألوان )*
يضمّخني أشواقا ص١٣١
شعري المضمّخ بماء المطر
ضمّخت إصبعها (جدّتي بسائل كريه ..أدخلتها فمي ألم فظيع
يملأني ... منولوج ألوان ص١١٩
*اقتلعت جدّتي الحصاة ...اقتلعتني ... ص١١٩ (مونولوج ألوان )*
قال أستاذ الفلسفة... الفرنسي الجنسية ..
الحلم هو ...المشاعر المرفوضة الأستاذ
...من يرفضها ...لماذا يرفضها (ألوان)*
المجتمع... القوانين ...الطّقوس ...التّقاليد..
الأديان ..عوامل مختلفة ...تحول بيننا ...وبين الحلم ...الحلم الآخر فينا ...(الأستاذ الفرنسي ..)*
قاطعته ألوان ...
الحلم الممنوع لماذا نحيا إذا ..(.الوان)*
من احلامي مثلا ...ان اتزوجك ...أن اسافر (بك) إلى باريس نعيش هناك عالم آخر حضارة أخرى ...سلوك آخر ...فلسفة أخرى للحياة ...(الأستاذ الفرنسي للفلسفة )*
_لكني أحب أستاذ العربية ...(ألوان )*
دون وعي منها...دون تفكير ...تكلمت ...باحت...بحلمها ...الحلم المشتهى لديها ...ارتفع صوتا آخر القاعة ...( السّارد !!! الروائية!!! )* تداخل... بين السّارد!! والروائية!!... وتبئير ذات متأمّلة تألم في صمت الصّخب ...
اعتراف صادم فاجأ القارىء في الصّفحة ٧٥ /١٣٦ ....
أنت لا تعترفين بالحبّ ...قلتِ له ذلك ...ماذا حدث لك الآن (الصوت آخر القاعة )*
هو اللّاوعي فينا ...يتكلّم ...يعرّينا ...
أجابه أستاذ الفلسفة بألمٍ ....انتشر الخبر هشيما ...
""ألوان تحب أستاذ العربية" (الخبر )*
لم تخجل وهي تصرّح بذلك علنا ...(السّارد)*الروائية
تأثر أستاذ الفلسفة كثيرا ...(السّارد )* ص٧٥
متفرّدة في تكوينها اللّغوي قالت إنها قرأت جبران ...طه حسين ..الحكيم ...وهي صبية صغيرة ....
إنها هي... هي... هي بعينها... الروائية... زجت بنفسها في حوار مع شخوصها... لتقول هذه انا ...أحب وطني... أحب عمر رغم غنجي وتدلّلي إنني أبحث عن الحقيقة لأجلك أنتِ. أريد أن أحرّرك من الهو أحب الماضي أحب العٌمر أحب أصلي وفصلي روائحي عطري عرق الأهل... تلقيت فلسفة مدينة الانور والتنوير وعصر النهضة وحركة استقلال الشعوب في نصف القرن الماضي... انجذبت للفكر و للعطور ... ولكنني مانسحبت لا زلت أناضل لأفك القيود والأغلال لنتحرّر ...ما تعرّضت إليه جاء نتيجة قرون من الصّمت... هي ثرثرة بغرض التّعرية.. بحثا عن موطن الألم... بقصد علاج العقم في الفعل.. لإعادة قدر ومقدار الفعل للخصب.. بعيدا عن الحلال والحرام من منظور الدين... ولكن لأجل إثبات أن الغاية في الفعل هو استمرار الوجود مع الوفاء بالعهود وتحقيق السّعادة والاستقرار للجميع ...
قصّة لا تقرأ بالظّاهر بل في المضمر وبإدراك الرّموز و اتّحاد الزّمان والمكان في ذاكرة ألوان رسمت بريشة الحياة وبقصيدة عمر ابن أبي ربيعة أي بقصيد "العمر " لهند لكلّ هند أنثى كل زمان ومكان ...
فالمراة مهما تطوّرت وكذلك الرّجل، يبقى الفعل والحاة هو رمز بقائهم وخلودهم. لذا من المهمّ أن يكون الفعل والجهد يؤدي إلى خصوبة وإلا ضاع الجهد وانتهت الحياة بفقد المتعة الحقيقية ...
المتعة الحقيقية هي الحياة هي البقاء ....هي الدّيمومة هي الأصل هي الأبد...
لا بدّ أن نتأقلم مع الحاضر الرّاكض نحو الماضي يبحث عن أصله وفصله، لنبني المستقبل بابتسامة مشرقة تشبه ألواننا وتفاصيلنا، حتى لا نغترب ونختنق بطقوس ابتدعناها رسمت بريشة ضيعت هويتنا و ظلّت القصيدة تتكلّم في صمت لا تجد من يسمعها. العمر يجري ...وفيروز تغني ... كل في ناحية ينوح ليلاه ....
لنتذوّق طعم القهوة المزهرة بزهر اللّيمون وننعم بالتّين والزّيتون ورذاذ اللّيل ومطر الشّتاء ودفء الرّبيع لنحصد في الصّيف ونعود لنحرث أرضنا في الخريف في فعل جاد مدروس لتتحقق الكينونة لذّوات لتحرّر من العبث ...ليتحقّق خلود الفعل في الاستمرار والبناء والبذر والسقي والمرافقة ...إلى موسم الحصاد ....
"أنثى الفصول " صرخة امراة ..... أثر يستحق أن يسلط عليه الضوء، من قبل دارسي علم الاجتماع، و علم النّفس، والفلسفة، والنقّاد، لما يحتويه من مادة قابلة للاشتغال عليها، لاستغلالها، لفهم تطور المجتمع والاشكاليات المعوقة، لتحقيق السعادة، بالرغم من المكتسبات التي تحصلت عليها المرأة في تونس .....
وتخصيص وزارة للمرأة .....لتقويم المعوجّ....
سهيلة بن حسين حرم حماد
الزهراء تونس/11/062019