نفحات رمضانية /
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
((( أنتم أعلم بأمور دنياكم ٠٠!! )))
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل فقال:
لو لم تفعلوا لصلح، قال: فخرج شيصا " تمرا رديئا" فمر بهم فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا.. قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم.
( حديث صحيح، أخرجه مسلم )
كما ذكره ابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان في صحيحه وغيرهم بروايات مختلفة.
و معنى: أبرا أي لقحه وأصلحه كي يثمر ثمرا جيدا ٠
و سبب ورود هذا الحديث فعندما قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يأبرون النخل (يُلقِّحون النخلَ) فقال: ما تصنعون كما في باقي الحديث هكذا ٠٠
و الرسول تكلم في أمر من أمور الحياة و ليس من أمور الوحي بمثابة اجتهاد رأي مثل كل سائر البشر في الحياة العملية الواقعية اليومية في قضايا المجتمع ، فهذا عام في سائر الأمور الدنيوية، و لاسيما في الأمور المستحدثة في كل عصر و لا تعارض في هذا و ذاك ٠٠
فيمكن لكل فرد أن يجتهد في أموره الدنيوية الخاصة بما يناسبه وينفعه، من خلال التخصص و الخبرة و التجارب ٠
فسألوا أهل الذكر ، وهم هم أهل التخصص والعلم والخبرة في كل فنٍّ وعلمٍ درسا عمليا في تلك الحياة ٠
و في هذا الحديث تعليم و توجيه من النبي الكريم للناس في البحث عم ينفعهم في مناحي حياتهم أما أمور العبادات فقد جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي من الله عز وجل و فسرتها السنة النبوية الصحيحة و يستنيط منها الفقهاء مقاصد الشريعة كمنهج حياة بعيدا عن المغالاة و المغالطات لبعض المجتهدين لعلة أو مصلحة أو فكر خاص بطائفة معينة و من ثم يأتي الخلاف و الاختلاف الذي فرق الأمة ٠٠
فأصول الأحكام ثابتة و الفروع فيها الاجتهاد و الفتاوى التي تحتمل الآراء و الغاية منها المصلحة دائما ٠
و على الله قصد السبيل ٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق