قراءة في نص الشاعر حافظ مسلط .
اسم النص .موكب النور
النظم عمودي البحر الطويل
عدد الابيات عشره
ثيمة النص وصف وايثار
....
منذ فترة ليست بالقصيرة ابتعدت نوعا ما عن القراءات الشعرية لاسباب كثيره اهمها المزاج الادبي الذي تعكر كثيرا بسبب حرارة الجو وغضب كورونا وظروف البلد حتى نسيت نفسي لكني لم اغادر القراءة ابدا ولا سيما ما ينشر في الصفحات الادبية من مقالات ونقد وشعر بانواعه المختلف عليها وما هيج مشاعري مقالة لاحد اساتذتي تحدث فيها عن الشعر وانواعه مبررا ابتعاد الشعراء عن الولوج في الشعر العمودي واضعا مبررات الابتعاد عنه و لايمكن ان تكون من الواقع بدليل كثرة الشعراء الذين يترنمون بالعمودي ولا يخلو يوم الا هنا او هناك مهرجان تصدح فيه الحناجر مع الاحترام الشديد لرايه اقول ان مات العمودي مات الشعر كله.
وها انا اضع بين ايديكم نصا عموديا يثبت اننا في عالم الشعر الجمالي وان العمودي بخير .
نعم هناك العشرات من النصوص التي تستحق ان نقف عليها لكني اخترت هذا النص لما يحمل من روح التفاؤل والابتعاد عن منغصات الحياة ومعبرا عن التفاني والتضحية التي يحملها الشاعر .
النص يلفت الانتباه من عتبته
(موكب النور)لم ينفرد بنور واحد بل بموكب والموكب هو الجلجلة والصخب والكثرة والموكب لغة جمهرة من الناس يسيرون ركبانا للزينه لذا لم يك اختيار العتبة اعتباطا بل كان عن دراية وقصد فهو موكب نور في زمن الظلام لذا جاءت القصيدة ضمن هذا المحور وهو الايثار والتضحية والابتعاد عن الانانيةالسوداء
(*-سَأمْنَحُ شِعْرِي كُلَّ مَنْ جَاءَ مُغْرَمَا
وَأَجْعَلُ حَرْفِي لِلْجِرَاحِ مُبَلْسِمَا
*-وَأَنْشُرُ عِطْرَ الرُّوحِ فِي وَضَحِ
الضُّحَىٰ
وَأهْتِكُ بِالأَنْوَارِ مَاكَانَ مُظْلِمَا)
نعم سيهتك الظلام بعظمة الانطلاق الروحي نحو التضحية وسمو النفس ليس هذاحسب بل للضحى حصته من العطر لانه ليس بحاجة الى النور..التضاد بين الضوء والضياء بصيغة جمالية من اروع المحسنات البديعية.
لم ينس نفسه وسموها وروحه الشاعرية فالشاعر يرى نفسه طاووسا بين الطيور عالي الهمة عظيم الكبرياء ليس تعاليا بل واقعا لما منحه الله من موهبة شعرية:-
(*-وَإِنِّي بِإِحْسَاسِي أُحَلِّقُ عَالِيَاً
لِأَلْثُمَ أَقْمَارَاً تَهَادَتْ وَأَنْجُمَا
*-كَأَنِّي نَدَىً فِي الرَّوضِ يَلْثُمُ خَدَّهُ
كَأَنِّي شُحْرُورٌ يَمِيْدُ تَرَنُّمَا)
انه يصف نفسه وكانه قلقا لذا جاء مرة كالندى ومرة كالشحرور لا لشئ انما اراد ان يعبر ما ثار في داخله من سرور الندى والشحرور علامات السعادة والجمال.
ثم يسترسل زاهيا كانه يحلق في عوالم الجمال مرة يصف شعره واخرى يصف نفسه ثم يعود الى العتبة الاصل ليجعلنا نسرح ونتامل في قصيدة جميلة .
اترك لكم النص لتتنعموا بجمال الصور وروعة البناء الذي لم يفلت من بين انامل ناظمه فجاء متناغما سلساخالي من التعقيد .
" النص موكب النور
------------------ *-سَأمْنَحُ شِعْرِي كُلَّ مَنْ جَاءَ مُغْرَمَا
وَأَجْعَلُ حَرْفِي لِلْجِرَاحِ مُبَلْسِمَا
*-وَأَنْشُرُ عِطْرَ الرُّوحِ فِي وَضَحِ
الضُّحَىٰ
وَأهْتِكُ بِالأَنْوَارِ مَاكَانَ مُظْلِمَا
*-وَإِنِّي بِإِحْسَاسِي أُحَلِّقُ عَالِيَاً
لِأَلْثُمَ أَقْمَارَاً تَهَادَتْ وَأَنْجُمَا
*-كَأَنِّي نَدَىً فِي الرَّوضِ يَلْثُمُ خَدَّهُ
كَأَنِّي شُحْرُورٌ يَمِيْدُ تَرَنُّمَا
*-وَهَذَا قَصِيْدِي يَسْتَطِِيْلُ بِنَاؤُهُ
فَبِالحَرْفِ أبنِي كُلَّ رُكنٍ تهَدَّمَا
*-قَصَدْتُ مَحَارِيْبَ الأخُوَّةِ جِئْتُها
ومَارَسْتُ طَقْسَاً لِلوِدَادِ مُعَظَّمَا
*-وَأَودَعْتُ في عُمْقِ البُحُورِ عَرَائِسَاً
فَعَانَقَها الصُّبْحُ الجَمِيْلُ مُسَلِّمَا
*-سَأُغْبِطُ حَرْفَا لِلْعَدَالَةِ مُشْرَعٌ
وأَمْقُتُ شِعْرَاً لِلْحُقُوقِ تَبَرَّمَا
*-وَإِنِّي..وإِنّي فِي الحَقِيْقَةِ أَنْتَمِي
إِلَىٰ مَوكِبِ النُّورِ الَّذِي شَعَّ فِي السَّمَا
*-أَرَىٰ الشِّعْرَ مِحْرَابَاً لِكُلِّ فَرَائِضِي
أَرَاهُ بِكُلِّ الوَقْتِ غَيثَاً مُنَعَّمَا شعر//حافظ مسلط

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق