السبت، 20 مارس 2021

السبت 6 مارس توقيع رواية "غالية ، أو الرجل الذي سكن البرج مع ماتريوشكا" لهند الزيادي

 يواصل روارق"ريدار"الثقافي بمنزل تميم نشاطه المتنوع ومنه عرض الكتب والاحتفاء بتقديمها وتوقيعها بالاشتراك مع ورشة الكتابة لرابطة الكتٌاب التونسيون الاحرار فرع الوطن القبلي . تحلقنا هذا السبت 6 مارس حول رواية

"غالية ، أو الرجل الذي سكن البرج مع ماتريوشكا"
لهند الزيادي
حضر اللقاء جمع من رواد الرواق من مبدعين وتلاميذ واصدقاء قراءا وكتٌابا ورسمين من منزل تميم وقليبية وحمام الغزاز والهوارية وتاكلسة ومن سوسة
كان الحضور نوعيي والامسية رائقة زادها اريج الربيع لمسة حميمية عطرة
كل الشكر لصديقنا
Farouk Ben Houria
الذي وثق لنا اللقاء بعدسته التي ماهدىت تلهث وراء الصورة وتفاصيل اللحظة
اللقاء كان فرصة استغلها لنشر انطباعاتي حول الرواية .
"غالية" لهند الزيادي ، منشورات دار زينب للنشر والتوزيع،
هي الرواية الثالثة في رصيد هند الزيادي إلى جانب مجموعة قصصية .
" غالية" رواية آسرة تشدٌك إليها . رواية تحملك إلي عالم من الفسحة والمؤانسة والامتاع ، فتبحر مع شخصيات صُقِلتْ نحتا. آراها تتحرك وتتنفس وتنئن، تبكي وتضحك، تقسو و تفرح.... نسرية، غالية،غزيل،للا الزبيدة،قمر، الجيلاني،مامية، شيخ المشايخ
غالية تجعلك تعيش الزمان بمسائه وليله وصبحه و المكان بجغرافية حقوله وهضابه و جباله وافقه
غالية، رواية الشخصية الثائرة و المتمردة، الحالمة و التائقة للصعود و الانعتاق والتحرٌر والانتصار.رغم الخوف والقنوع إلى حدٌ الاذلال.
وانت تقرأها تجدك تلتهم الكلمات و السطور وتعيش مع الشخصيات. ترسم الزمان و المكان . صور و شخوص و تضاريس و اختلاجات ، إنك في عالم سردي مذهل .
فتتبعها ، تركض ورائها إلى هنشير تاكلسة وجبل سيدي عبد الرحمن إلى كل المكان الذي احتفت به الرواية ، لمعرفة المزيد عن حياتها التي تعمل جاهدة أن تختارها. رغم ضغوط المجتمع الاقطاعي الجاثم على قلبها واقتصاده الريعي ونظام التبيعة المعرقل للتطور وتراكم الثروة في اربعنات القرن الماضي، زمن الاستعمارالفرنسي. وبالتحديد في فترة الحرب العالمية الثانية حين كانت رحاها تدور في الوطن القبلي .
قلة ذات اليد وحياة الخماسة و تراكم اوجه الاضطهاد ...
هي الفتاة المتمردة ، الطموحة ، الناضجة كثيرة التساؤل لنباهتها وقدرتها على التقاط الجزئيات وتفاصيل اليومي "غالية"هي تونس الثورة المنهوبة التي تحرق اراضيها ويحرق ابناؤها باسم الاخلاق والأعراف .. . تونس الذاكرة التي يكتنفها الضباب ويُغيٌبها المؤرخ وكتبتها غالية بانامل طريبة ترتعش من لهيب شمس الصيف وغلظة داداها الزينة وامٌٍ غاىبة بالحضور وعم لا يكترث لما يحدث لها
كل شخوص الرواية:
غالية ، نسريا ، ديده زينة ،داده قمر، "شيخ المشايخ" ما زالوا يعيشون بيننا باشكال مختلفة . في مجتمع تآكلت فيه الطبقة الوسطى و وانتشرت البطالة والفاقة واستشرى الفساد والرشوة وابتلع الاقتصاد الموازي الموارب الاقتصاد المنظم
"غالية" تستحق حياة أفضل. لكن أسوأ انواع الاستبداد يبقى الاستبداد الاجتماعي حين ترهب امرأة قوية امرأة أخرى مكسورة الجناح . استبداد مضعف القوة في مجتمع ذكوري يرى في المراة وعاء للانجاب .
إلى جانب المقاربة النفسية والسلوكية والسوسيولوجيةالتي برعت الكاتبة في تصويها من خلال بنائها السردي ...
"غالية" أتت ايضا علي جانب أتنولوجي مهم حيث استحضرت الكاتبة بدقة عادات و تقاليد الاكل وطقوس تحضيرهو إقامة الاعراس وزيارة الولي الصالح ....
" غالية" التشويق وبراعة الخيال الموهم بالواقعية.
" غالية متعة السرد الذي استوعب كل الاجناس الادبية فن التراسل من خلال رسائل الرجل الذي سكن البرج مع ماتريوشكا
واليومية والبورتري فقطعت هند الزيادي مع الحبكة التقليدية ونجحلت في ولوج الكتابة السردية الحديثة رواية تسلٌط زومها بحرفية دقيقة لرسم الواقع ونقله بعيدا عن الإديولوجيا ونصب محاكم التقتيش للتارخ .
اطوق للمزيد عن قصة نجاح غالية قد تفاجانا هند الزيادي في مستقبل الايام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق