إذا النَاس للنَوم في الفراش قد خلدوا
ماكان المعلَم للنَوم قد خلد
من حوله الكرَاس والقاموس قد نشرا
الصبر له وجاء وبالصَبر في الإصلاح قد جلد
يغوص بين المفاعيل والمصدر شارحا
لأخطاء الطفل في القول قد رصد
والرَأس منه كقرع الطَبل آلمه
وفي العلم كالنَسَاج للخيط قد وصد
كم عانى المعلَم من بلادة الطفل وما سئم
تجوَل بين المعاني تمحَصا لما قصد
ومال إنس عينيه من فرط جهد
وخلته في ثنايا الليل البهيم قد سهد
جاب الثنايا والحمل اثقله
وزاده العلم في العقل وما وجد
ما بخل عن النَشء بعلم ينيره
ويزبد إذا النَشء في العلم قد بلد
والطفل يجمح كالخيل أحيانا يشاكسنا
وأرى المعلَم كالضخر قد صلد
يصيح هذا وتلك بالرَجل تركله
فأخالني من غيضي اترك البلد
وتلك تولول والشَعر منها منفوش
وتندب حظَها العثاثر والعلم قد كسد
وذاك بالضَجيج في القسم قد صخب
فتلعن الحظَ وما تمخَض القسم وما ولد
لقد شاب المعلَم من هول صبيان تبلَدوا
فطوبي لمن كان في القسم بين النَشءقد صمد
******
الشَاعر توفيق جباري مدير مدرسة الياسمين منارة الحمَامات(ابن المحجوبة/ولاية الكاف) ****الجمهوريَة التَونسيَة****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق