الكلام على الكلام..صعب
حين يبدع الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي في تعقيبه على مقال بإمضاء محمد المحسن معنون ب" في زمن كورونا..هل يجب أن نكون سعداء لأن الأدب يساهم في التخفيف من رعبنا،كما لو أننا نبحث عن أجوبة لقلقنا..؟"
"سيصنع الأدباء مسارا جديدا في خضم هذه الأوضاع المتقلبة وهذا البلاء الذي سكن العالم، سيكون وترا يستنده العديد من صناع الأدب لبلورة الأشكال المختلفة والمساهمة في إثراء الساحة،وزرع بذرا جديدا،عله يكون ذات يوم حصيلة مخاض أعوام الكورونا التي أتمنى من كل قلبي ان لا تطول،وأن يجعل لنا الله مخرجا من هذا الوباء اللعين الذي نال من الأمة البشرية في نخاع العظم..ولعل الحرص على البقاء وراء الجدران خشية التعرض لهذه الآفة سيكون مصدرا للكثير من الإبداع واللجوء للقراءة والكتابة يمكن هو الحل الذي سيجده جل المثقفين لتخطي هذا الحاجز الذي زجهم إليه هذا الوباء المرعب والمخيف،ولا سيما أن الفضاءات الإلكترونية ووجود الشبكة العنكبوتية سيجعل الأمر هينا على العديد من الأطياف، لتواصل إثبات وجودها في الحياة من وراء الشاشات..وبلورة الحرف والإرتقاء به إلى منصة الإبداع،وكذا تطويع الأقلام يبقى من شيمة النقاد الذين يبحثون عن التيمة الحقيقية والتجسيد الواقعي للروعة والإبداع..
لكن يبقى التواصل المباشر له قيمته الفعلية وتأثيره المباشر في الساحة الثقافية والاجتماعية بما من شأنه بلورة الوعي الإنساني الخلاق،ومن ثم إدراك الحقائق المعتمة في خضم هذه الدياجير التي تلبّد الأجواء،وترخي بظلالها القاتمة على الإنسانية جمعاء،سيما في ظل نظم سياسية متردية في جل البلدان العربية،ولعل الثورات التي مرت والانتفاضات المتواترة في كل
الأصقاع كانت مقدمة لما وصل إليه العالم هذا اليوم..
ولكن..
سيبقى فيروس كورونا يلهب مخيلة الشعراء والفنانين في مختلف أقطار العالم،وننتظر في المستقبل ظهور روايات وأغان ومسرحيات ولوحات تشكيلية تتغنى بانتصار الإنسان على هذا الوباء اللعين.راجين من شعراء تونس ومبدعيها التمترس خلف خط الدفاع الأول عن بلادهم عبر صياغة نصوص إبداعية تبعث في النفس راحة وطمأنينة..
هي ذي الإنسانية اليوم..مجلّلة بالوجع،ومخفورة بالبهاء: أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء.
ثمّة فسحة من أمل ..
خطوة بإتجاه الطريق المؤدية،خطوة..خطوتان..ومن حقّنا أن نواصل الحلم.
ولتحيا الحياة.."
الشاعر طاهر مشي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق