الاثنين، 22 نوفمبر 2021

التجسد وتجوال الروح إطلالة مضيئة بقلم شيخ النقاد العرب / أحمد طنطاوي على جموح الحقيقة وضيابية المشهد سباحة بين أمواج نص بقلم الأديبة المصرية / جيني فؤاد لنص * المسافة صفر * للأديب المصري / محمد البنا............

 التجسد وتجوال الروح

إطلالة مضيئة
بقلم شيخ النقاد العرب / أحمد طنطاوي
على
جموح الحقيقة وضيابية المشهد
سباحة بين أمواج نص
بقلم الأديبة المصرية / جيني فؤاد
لنص * المسافة صفر *
للأديب المصري / محمد البنا............
النص
.......
المسافة صفر
قصة قصيرة
.................
خلال المسافة القصيرة التي تفصلني عن باب غرفته تنتابني الهواجس، فأقدم ساقًا وأؤخر أخرى..تُراه سيباغتني كما فعل البارحة؟..أسائل نفسي مندهشًا..ما الذي دعاه للنفور مني وأنا طبيبه؟..وكيف واتته الجرأة لمهاجمتي، وقدماه بالكاد تحملانه؟.. أمشي بتؤدة صوب بابه متمهلًا خطوي، بينما الردهة تعج بالمهرولين في هلع، بدا لي كأنهم لا يرونني!، حتى الممرضة المكلفة بمساعدتي في العناية بذلك المهووس نزيل الغرفة (١١)ألفيتها تجلس القرفصاء واضعةً رأسها بين كفيها، وتجهش باكية..فكرت لبرهة أن أدنو منها وأسألها عن سبب بكائها، إلا أنني تراجعت في اللحظة الأخيرة..لا أدري لم !
دنت خطواتي من الباب المغلق، ولدهشتي وجدته مغلقًا بالشمع الأحمر!..أيقنت لحظتها أنّ حدثًا جللًا قد وقع، فوقفت متحيرًا لا أدري ماذا أفعل، بينما اقترب مدير المصحة وبرفقته آخر يرتدي زيًا أمنيًا، سمعته يقول له: لقد انتحر..حالتة النفسية كانت متردية، وهاجم طبيبه ليلة أمس
دنوت منه متسائلًا: من الذي انتحر يا كتور ؟
وقع مغشيًا عليه لحظة إن التفت إلي، فانتابني الذعر، وعجزت قدماي أن تبرحا مكانهما، هنيهة وأفاق، سأله الضابط، فأجابه: إنه هو!..كان هنا!!..أين ذهب؟
محمد البنا..١٠ أبريل ٢٠٢١
.............
القراءة
ليس فقط الإنشطار أو الإعتلال النفسى العميق كمحنة ومآل ما يستحق الوقوف والإستغراق أمامه ..
إنما هى محاولة التماهى مع الفكرة إلى حد الدهشة أمام طاقتها ومكنونها ونسيجها العجيب ..
الخوض بهذه القدرة على استنطاق الحدث وغرائبية الماثل والمفارقة .. بل لنقل السير مع الشخصية فى ذات الدهليز نرى ما نرى ونشهد ما نشهد بمنطقه .. ثم تسلمنا إلى ذاتنا حيث المنطق الأغرب فتدهشنا دهشته !.. الإدراك فى نفسه يستوضح وفى نفوسنا يستوضح أيضا بينما يرى النقيض !.. جموح الحقيقة يراوغ وضبابية المفارقة تشهد ..
بل وفيما بعد المفارقة ..
هذه الهنيهة وحقيقتها.. هذا القدر من المكاشفة وبالأحرى تحرير اللامعقول من المعقول يحتاج أن نؤهل العقل لكى يتحرر من منطقه اللازم ..
وهنا تكمن روعة الإبداع .. كيف أن الفكرة تنعطف بنا عبر الداخل والخارج .. عبر الظاهر والباطن .. هذه المسافة التى تبدو انسيابية بريئة بينما هى صفرية مثقلة بالدهشة ، بالفعل واللافعل ، باليقين والإحتمال بالموت والحياة .. حياة ليست مستبينة الأنفاس وموت استفاق من هلاكه!..
تطالعنا فى النص عدة شخوص يتقدمهم التشظى المؤلم .. جلبة المكان والموقف ..
حقيقة مصاغة بالشمع الأحمر .. لاإقدام ولاأدرية تؤكد الفعل تصورا وتمحيه قدرة وحدوثا ..
مشهد ختامى لفرط بداهته يباغتنا السؤال من جديد!..
هل انتهينا؟.. هل غادر النص بسؤاله المبهم وإجابته الهاربة!..
أم أن بعض الفكر يبدعه القلم إمعانا فى شحذ القدرة على استدامة السؤال !..
تحياتى لهذا الإبداع الجميل أستاذ محمد البنا..
جيني فؤاد ٢٣ سبتمبر ٢٠٢١
...............
الإطلالة
نص محكم تمامًا و رؤية نقدية بلغت الذرى...
مسرح الحدث مصح للأمراض العقلية , و ثمة جريمة ....
لو كان الانتــــــــــــحار للمريض أو القتل للطبيب ( أو كلاهما ) لكان
النص خبريًا نقرأه فى الصحف كثيرًا .
لكن أن يتم ( الانشطار ) فى إشارة بالغة التوهج فى القراءة العظيمة
للناقدة الفذة ؛ فهنا روعة القص الحداثى فى دمجه للجانب الروحى
و ( التجسد ) فى عمق الحدث ....
الروح فى تجوالها بين الأرجاء ، تعود لنقطتها الأولـــــــــى و البؤرة
المركزية _ كما يحدث للأرواح الهائمة التى انتهت أجساها فى جرائم
بشعة تعود للمسرح دومًا _ و لا يراها من تســــــــير بينهم ، و حتى
لو تراءت للعيان لحظة ... فسريعًا ما تختفى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تهنتى البالغة للنص العظيم و القراءة النقدية العظيمة
Mohamed Elbanna
جيني فؤاد
بارك الله لكما
أحمد طنطاوي ٢٤/٩/٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق