الاثنين، 22 نوفمبر 2021

متلازمة الثنائيات في السرديات النقدية للأديبة د. جيني فؤاد بقلم الناقد محمد البنا

 متلازمة الثنائيات في السرديات النقدية للأديبة د. جيني فؤاد

................
رغم قلة معروضها النقدي إلا أن المتتبع لقراءاتها النقدية، لا يجد صعوبة وبقليل من التركيز الذهني، اقول لا يجد صعوبة في وضع إصبعه على سر جماليات أسلوبها النقدي المتميز، البليغ في لغته دون تقعر أو مغالاة بلاغية استعراضية، أسلوبها البسيط في سرديته، العميق في استجلاب الدرر الكامنة في قيعان حروف النصوص، إنها بالفعل بحارة ماهرة تتقن إدارة دفة سفينتها، وغواصة متمكنة تملك أدوات الغوص كافة، فتلتقط من السطح ظواهره المضيئة، ومن العمق قناديله الساحرة، ومن القاع لؤلؤته الكامنة في صدفاتها.
أسلوب نقدي يتكئ بقوة وكفاءة مشهودة لكل ذي عينين تبصران، وذهن متفتح ..يتكئ على الثنائيات بكافة أشكالها وتخريجاتها اللغوية..فمن ثنائيات التضاد مرورا بثنائيات التوافق وعروجًا على ثنائيات الجمل الشرحية الموحية تضادًا أو اتفاقا.
ولنبحر معًا أحبتي في بحيراتها النقدية لنستخلص ما سبق وأشرنا إليه.
ففي قراءتها لنص
* فنجان قهوة بارد على سطح طاولة ساخنة* ل/ محمد البنا
نلمح ثنائياتها التضادية بجلاء حيث كتبت " المساحة الممتدة بين الشرط والإصرار، بين الإرادة والقدرة، القبول والصد، المانع والوقوع...يحاول الإنحدار، يستنطق حدود الميل والإنجراف العميق...فكرة الذاتية والأنانية، البوح والكتمان، الصدق والزيف، المواءمات والتوازنات"
وفي قراءتها لنص
* طمأنينة كاذبة* للأديبة/ كنانة عيسى
حيث تقول " العتمة واللعنة، المسير والهدف، المفردات والتفاصيل، السقوط والاعتراف، الصدق والصفح، اللجوء والتطهر، اطمئنان راحل وجمال لن يغادر، برودة ناعمة، الاكتناف والتعفف، مسايرة واستمرار، عودة وشروع، انكسار وتمزق، مكاشفة وخلاص..بينما هو يتمادى في ممارسة الخديعة والمكابرة دون وازع أو ندم، تتمادى هى في انتحال المثول والصبر.
وفي قراءتها لنص
* رشفة * للأستاذ/ عصام الدين محمد أحمد الشاكه
كتبت د.جيني " الطقس والثأر، الظاهر والباطن، التشوه والبثور، التهديد والتنازل، الإملاء والإذعان، الشرط والخضوع، المبدأ والتأويل، التبرير والخنوع، اليقظة والغفلة، الإعتراف والإنكار، الكساد والركود، الخدر والاسترخاء، اعماق الفقد ومتاهة السؤال، انشطار وتشظي، فوران واحتراق..أما وقد وصل العصف ذروته، فقد أقر الوهم أنه بلا سلطان بلا مبدأ"
وفي قراءتها لنص
* الفراغ * ل/ محمد البنا
نجد الأديبة الحصيفة تذكر " الإنكسار والألم، الرجاء واليأس، القسوة والشغف، القرار والمفاجأة، الفرار والنجاة، الظالم والضحية، الكبرياء والصدق، ..ينحني الشرر المتطاير أمام الخجل، حينها فقط تغادر الروح ولا يصفق وراءها سوى الفراغ".
ثنائيات لغوية اعتمدت عليها في تحليل تموجات المتن السردي تدليلًا وتأويلا، ونجحت في ذلك نجاحًا باهر.ًا ملفتًا، وداعيًا إلى التوقف والتأمل.
محمد البنا ٢٩ سبتمبر ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق