وأخيرًا..تمت الولادة
خطوة بخطوة على طريق
نص " وأخيرًا "
للمبدع الأديب / سليمان جمعة
بقلم / محمد البنا
...................
...وأخيرا
لشجرة الجوز في حديقتي ظل، يبيت في النهار مختبئا تحتها من عين الشمس.
تغار منه، وتريد الريح ان تطرده فتهز اﻻغصان بقوة...لهنيهةيعبر الضوء تحتها؛ ينسخ الظل هروبها إﻻ فكرة تلمس وتهمس لشفة قلمي ...تصمد قليلا بفيء حروفي ...وتغيب..
لها ظل يريد ان يبيت مختبئا من عين عقلي..اهتزت ريح رؤاي، عبرت الفكرة ، .تبسم قلمي ..ولدت اخيرا ...
يا لظلي ما اروعه!
سليمان جمعة..٢١ أكتوبر ٢٠٢٠
...........
القراءة
.......
تتكرر الفكرة وتتعدد المعالجات حتى ظننا- نحن النقاد - ألا طائل أو فائدة تُجنى من تناولها مجددا، وإذ بالعبقري القاص المفكر سليمان جمعة يُفسح المجال للرسام سليمان جمعة ليخط بريشته نفس الفكرة ولكن بمعالجة جديدة ( النور والظل )، مؤكدًا بذلك على صدق مقولتي الدائمة في حقه ( سليمان يكتب بريشة رسام، ويرسم بقلم قاص)...أخيرا تمكنت الفكرة وثبتت ضد متغيرات وتضادات الحياة وأعلنت عن نفسها، مصاغةً في لوحة تعبيرية رائعة ضمت داخل إطارها المذهب..أشجارًا وشمسًا وريحًا وظل، في حديقة بيت ( مخيلة مبدع ).
يُأنسن سليمان جمعة في رائعته هذه- التي بين يدينا- كل الأشياء، فالشجرة تغير، والريح يتعاطف، والأغصان تستجيب، والظل يراوغ ويقاوم، والفكرة تلمس وتهمس وتناوب ما بين حضور وغياب، والقلم يبتسم ( شفة ).
الرؤى ريح..والريح مناهض للفكرة، استخدمه الكاتب في نقيضين متبانيين، خارجي وداخلي، مادي ومعنوي، الخارجي..ريح تعصف بأغصان الشجرة لمساعدتها على التخلص من الظل القابع رغمًا عنها تحتها، وتفشل المحاولة المادية الديناميكية، والداخلي المعنوي..اهتزاز الرؤى، وهو اهتزاز قد يحدث تشوش، وفي ذات الوقت قد يحدث غربلة وتنقية واصطفاء، فأي الاحتمالين تمكن من الآخر وهزمه؟...انتصرت الفكرة/ الظل.
جميل جميل جدا...يا سليمان.
محمد البنا..١٠ نوفمبر ٢٠٢٠


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق