قراءة نقدية بقلم: الكاتبة الجزائرية زهراء كشان
في مجموعة قصصية ضريح بلا شيخ للأديبة المصرية شاهندة الزيات
تتجلى أهمية المجموعة القصصية ضريح بلا شيخ في أنها تظهر التطور البشري من وجهة نظر فلسفية و مواقف ذات بعد اجتماعي مرتبطة بوجود الإنسان العربي المسلم في هذا الكون ،كما أن العلوم الاجتماعية و الأخلاقية النفسية حاضرة في هذه المجموعة القصصية التي تخاطب الضمير الإنساني حيث تكشف الكاتبة عن صدق وجدانها في طرح جريء منسق يساعد المتلقي عل فهم الأفكار و استيعابها. ترسم في الأفق الإنساني الذي يتجلى عبر التخيل في قصص ضريح بلا شيخ بإيوديلوجية حكيمة تختزل من تجربة الأفراد مشاهدا وتلون بلباقة لوحة فنية في أفق بلا حدود ببراعة و بمختلف الألوان ، بطرح جريء لبق تتدفق أفكارها متسلسلة و تنساب الكلمات مخضلة بقطر الندى لترصد أحداثا من مواقعها ، تقوم الكاتبة بتجميع الأحداث و تنظيمها بتفاصيل تغمرها بالجاذبية ، تجعل القارئ يسهب داخل الوصف و التراكيب دون تعثر بشوق لمعرفة الأجزاء و الوصول إلى النهاية. في مقدمة حازمة تلازمها المغامرة و الجرأة و التحدي من كاتبة عربية ذات شخصية قوية سأصطحبكم في رحلتي و الصراخ الأبدي يمحق عظامكم و يفنيها
ظهرت لتتلاشوا و خلقت لتعدموا، فأنا وجدت لأصنع لك ذاك المرآى الممزوج بالوجع ... هل تبصره ؟ هل تحس به
تلك العبارات المحكمة التي تسربت مع تنهداتها وسجلتها في سطور ،حددت لقصصها مآرب قبل أن تخط رسائلها للقارئ.
فوق حطام المشاهد الدرامية تتدخل شاهندة بمواقفها الصارمة في كثير من الأحيان
فوق حطام المشاهد الدرامية تتدخل شاهندة بمواقفها الصارمة في كثير من الأحيان
في قصة صرير الأفاعي: كل قطعة أثاث تتفق مع الأخرى لتشتعل حولها و تشكل حاجزا منصهرا يمنعها من المرور ، يحسبون أنهم أذكياء طوال الوقت و نسوا أن الإله اسمه الحق و العدل والرحيم ، الشديد العقاب في نفس اللحظة
استوحت المؤلفة شاهندة الأحداث الدرامية من مظاهر حقيقية مأساوية من واقع المجتمع العربي الإسلامي وراحت تبلورها في ساحة الخيال تصورها بمرونة فكرها الإبداعي تنظمها في تسارع مبهر وترتبها بإيحاءات موجزة محترمة قواعد القصة القصيرة ، تسيِّر الأبطال بفيض خواطرها ،تبدأ الموقف و تنهيه ببراعة، في تشويق و إثارة تجعل القارئ يتطلع لقراءة القصة الموالية.
عرضت الكاتبة القصص بمنهجية هادئة من أجل إقناع المتلقي بلغة تعتمد البساطة ، تبرز فيها نزعة الإصلاح ، ترددت كلمات نفسها أو مرادفاتها أو مشتقاتها في ألق و بعربية فصحى سليمة في انسجام مع اللهجة المصرية المتميزة، تثري النصوص و تضفي عليها بلاغة و جمالا ،قصص مؤثرة متماسكة تمزج بين الواقع و الخيال تظهر الشخصيات في أدوار مترابطة ، من خلال جزئيات قليلة للفرد ترسم خطة واسعة للمجتمع و تؤسس فضاءات مناسبة لقراءة تأملية من خلال التأثير على النفس الإنسانية.
صورت الكاتبة في منحنى التطور الاجتماعي لحظة انقلاب القيم داخل الأسرة العربية فتقوم بإصلاح هذا الشرخ بأخلاقها و ميولها و وجدانها ، يتحمل قلمها هذا العبء معها باعتباره قلم المرأة العربية المسلمة ، اعتنقت الكاتبة بعض الظواهر الاجتماعية أثناء الكتابة و بصمتها على الورق بتبر و حبر مزجت بين الحس الاجتماعي العاطفي و الوازع الديني الأخلاقي دون خدش لحقائق المجتمع العربي المسلم حيث حاكت المشاهد في نسيج واضح الانسجام بأسلوب شجاع،صاغت المواقف و شكلت الجوانب الدرامية للواقع بإبداع ، تجلت الدوافع الموضوعية لشخصية البطل في قلب القصة، أرادت أن تظهر بمهارة المعادلة الصعبة، كيف تتحطم المرأة و تتلاشى في عتم الخطأ و الخيانة في حين تسمو بكبرياء في ظلال الأخلاق و الوفاء للأسرة و الدين و المجتمع، أبرزت القصص أن الإخلاص و الوفاء قيمتان جميلتان وأن الرداءة تمزق نسيج المجتمع .
اعتمدت الكاتبة على الحبكة السردية و نجحت في منهجية الحكي ، أضافت استنطاق الشخصيات في عدة مقاطع في بعض القصص في منلوج تعبر عن الغضب و الاحتدام النفسي سأزفك له ، سأعقد عليكما الليلة لا ليست الليلة و إنما في التو و اللحظة، استمدت القصص قيمتها الجمالية من بنائها الفني حيث تألقت المؤلفة شاهندة في حركة التنقل بين القضايا في خفة و نشاط و انتقاء المواقف و تطويرها تدريجيا و تحريك الأشخاص بمهارة ، الوحدات تتداخل في انتظام، تتضافر الأزمنة و الأشخاص في تناغم لتوفر الذوق و الدفء و تجلب المتعة و الفائدة و الاستراحة أثناء القراءة، اتسمت القصص بالسهولة و الوضوح في غير إفراط كما تميزت بالشفافية و حسن اختيار الألفاظ من حيث الرؤية والوظيفة و الأداء، كما ميزها الاختزال السلس و مرونة الأفكار و الهدف القوي،وردت عبارات راقية استزادت بها النصوص أناقة و بلاغة اتضح من خلالها اتساع الخيال و انسياب في الأفكار و رونق في التعبير ، استعملت أدوات التعليل و الروابط المنطقية ، تفننت في بناء نسقية التراكيب و المعاني. الأديبة شاهندة الزيات ضليعة في القص و من هفت نفسه لقراءة قصة قصيرة ممتعة فليتوجه بدون تردد إلى ضريح بلا شيخ مجموعة قصصية لها نكهة أدبية خاصة .
اعتمدت الكاتبة على الحبكة السردية و نجحت في منهجية الحكي ، أضافت استنطاق الشخصيات في عدة مقاطع في بعض القصص في منلوج تعبر عن الغضب و الاحتدام النفسي سأزفك له ، سأعقد عليكما الليلة لا ليست الليلة و إنما في التو و اللحظة، استمدت القصص قيمتها الجمالية من بنائها الفني حيث تألقت المؤلفة شاهندة في حركة التنقل بين القضايا في خفة و نشاط و انتقاء المواقف و تطويرها تدريجيا و تحريك الأشخاص بمهارة ، الوحدات تتداخل في انتظام، تتضافر الأزمنة و الأشخاص في تناغم لتوفر الذوق و الدفء و تجلب المتعة و الفائدة و الاستراحة أثناء القراءة، اتسمت القصص بالسهولة و الوضوح في غير إفراط كما تميزت بالشفافية و حسن اختيار الألفاظ من حيث الرؤية والوظيفة و الأداء، كما ميزها الاختزال السلس و مرونة الأفكار و الهدف القوي،وردت عبارات راقية استزادت بها النصوص أناقة و بلاغة اتضح من خلالها اتساع الخيال و انسياب في الأفكار و رونق في التعبير ، استعملت أدوات التعليل و الروابط المنطقية ، تفننت في بناء نسقية التراكيب و المعاني. الأديبة شاهندة الزيات ضليعة في القص و من هفت نفسه لقراءة قصة قصيرة ممتعة فليتوجه بدون تردد إلى ضريح بلا شيخ مجموعة قصصية لها نكهة أدبية خاصة .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق