التعريف بقضية الدلالة اللغوية
ينطلق تعريفنا من الفن المهتم بعلم الدلالة فمن شبكة العلوم اللسانية وهذا العلم الفرعي المختص بقضية الدلالة هو الذي يطلق عليه La Sémantique وكلاهما مشتق من اساس يوناني العلامة Sème او كل شيء يوسم به شيء آخر ولذلك كانت هناك قرابة بين اللفظ اليوناني واللفظ العربي وهي قرابة بالاتفاق اي صدفة تسمى الرسم وعرب هذا اللفظ بعلم الدلالة وسماه بعضهم بعلم المعنى لكن هذا المصطلح يخشى التباسه بعلم المعاني في البلاغة وحاول بعضهم ان يعربه بالتقارب اللفظي فقال "السيمية" من السمة
يعنى علم الدلالة او الدلالية بقضية المعنى اي إنه يحاول ان يصوغ نظرية متماسكة متكاملة في قضية دلالة الألفاظ اللغوية
ويتحدد هذا العلم على وجه التدقيق بدراسة الشروط والمكونات التي إذا توفرت في تركيبة صوتية ما جعلتها قادرة على أن تحمل مضمونا خبريا وشحنة إعلامية بحيث تتحول في قيمتها إلى رمز يقوم مقام المرموز إليه لكن هذا الذي يتصل وثيق الإتصال بالدلالة اللغوية ليس، في معزل عن بقية الإمكانات الأخرى في إبلاغ الدلالة المقصودة بحسب ما سمي باصناف الدلالات التي سبق لنا أن رتبناها
ومن هنا ندرك أن قضية الدلالة اللغوية يمكن أن تندرج، ضمن اهتمام أوسع يتصل بقضية العلامات الدالة في الكون بصفة مطلقة بحيث يكون علم الدلالة اللغوية فرعا من علم أعم، يعنى بالتواصل عن طريق العلامات ويسمى بعلم العلامات او العلامية، La Sémiologie
وهنا يمكن أن نقارن أو نوازي بين حدود علم الدلالة اللغوية وحدود علم العلامات العام La Sémiologie Générale
وهنا يتبين لنا أن الظاهرة اللغوية لها درجات من التجلي والانكشاف اولاها كلام الأفراد(La parole) لكن مجموعة أفراد يتفاهمون بفضل اشتراكهم في معرفة قواعد تلك اللغة ونظامها
غير أن هذا النظام المشترك بين الأفراد يسمى باللسان La Langue بصفة علمية دقيقة يسند الكلام إلى الأفراد وينسب النظام إلى مجموعة وهناك حقائق عامة وقواعد تشترك فيها كل الألسنة البشرية Les Universaux de Langage وهذا ما يسمى باللغة Langage
وإذا نقف على ثلاث مراتب في تشكيل الظاهرة اللغوية وعن هذا التميز الثلاثي نتج تمييز في الاختصاص بحيث أصبح لدينا ما يعرف باللسانيات العلمية النظرية واللسانيات الخاصة او النوعية Spécifique واللسانيات التطبيقية Appliquée
وعلم العلامات Sémiologie هو الذي يدرس أنظمة العلامات الدالة في الكون سواء كانت لغوية او غير لغوية لكن عندما يدرس هذا العلم العام مبدأ الرموز والدلالة ويقف عند نموذج معين من قبيل نموذج التخاطب بالحركات عندئذ ننزل في مستوى العلم العام للعلامات إلى مستوى العلم الخاص النوعي فيسمى La Sémiologie السيميائية واذا تعمقنا فإن عملية الإنتاج السيميائية تستلزم جملة من الاصطلاحات :النمط Le Code مثل Code de la route وهي إشارات ذات دلالة
قضية الدلالة صورة مطابقة لهذا التصنيف، :المتصور ثم الصورة الذهنية المرتبطة بمفهوم خاص بلغة ما Le Sens الذي يختلف باختلاف اللغات ويعبر عنه بعلامة الصوت
(يتبع)
الدكتورة مفيدة الجلاصي)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق