الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

عندما يرسم القلم دراسة في نص ( كلمات) للأديبة أمل المنشاوي بقلم / محمد البنا

 عندما يرسم القلم

دراسة في نص ( كلمات)
للأديبة أمل المنشاوي
بقلم / محمد البنا
.........................
بعيدًا عن ( من وحي الصورة ) سواء تماهى السرد معها أم خالفها، نحن أمام نص سردي برع كاتبه في اللعب على المتقابلات اللغوية والنفسية بمهارة.
اقبال / ادبار
صمت / صخب
وجه / قناع
قط / فأر
منع / تلاقي
قليل / كثير
نفس تتوق للحب وتحب، لكنها تؤثر المتوهم على الواقعي، ففي الخيال كل شيء جميل، لا تشوبه شائبة.
اكتفت بملامحه المتشكلة في مخيلتها ( طرح صوته )، وأبت أن يزيح قناعه فتراه واقعا.
أتراه رهب المواجهة؟..أم الشخصية الحالمة المنغلقة على نفسها، اكتفت بالقليل واذدرت الكثير، فتركته يتفلت من بين يديها...سؤال طرحته الكاتبة بحنكة، دون أن تدونه وتلحقه بعلامة استفهام، وغادرت تاركة المتلقي ومخيلته يضعان معًا خاتمة للنص، كما غادرت بطلة النص وتركت قلبها بين كفي حبيبها.
مشهدية موحية بشكل جيد واحساس شفيف، ونفس سردي هادئ، وهو الأنسب لهكذا نوعية نصوص تهتم بالرومانسية.
نص على بساطته اللغوية وقلة كلماته وجمله، إلا أنه لخص بمهارة ما أفرد له شكسبير عشرات الصفحات في رائعته الخالدة " روميو وجولييت ".
محمد البنا..١٤ أكتوبر ٢٠٢٠
....................................
من_وحي_الصورة
*************
على أنغام موسيقى "كلمات" تهادت بين يديه، بخطوات رشيقة كما تتهادى فراشة بين الأغصان، سمعت كلماته رغم الصمت، وامتزجت نبضات قلوبهما رغم صخب الموسيقى.. كانت بالأمس القريب تتمنى اللقاء، وها هو قد جاء، بعدما لعبت الأقدار معهما لعبة القط والفأر فإذا أقبلت أدبر، وإن أدبرت أقبل!
لم تحظ منه إلا بصوتٍ قادمٍ من أعماق الماضي، رسمت ملامحه على نغمات صوته فلم تعد تبحث عنها بين الوجوه وعندما رضيت بالقليل ، منحتها الحياة الكثير.
لم تصدق نفسها عندما أتاها صوته من الخلف:
هل لي في مراقصتك ؟
أذهلها الخوف عن الإلتفات، وعندما تلاقت العينان وجدتهما مختبئتان خلف قناع، فمنحته يدها في استسلام.
أخبرها :
أحبك
أخبرته :
أحبك
همّ أن يزيح اللثام عن وجهه،
منعته ، وغادرت تاركةً قلبها بين كفيه.
أمل المنشاوي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق