الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

أشباح مرايا صدئة ........ التنكير والتعريف في قصة( مرايا صدئة) للكاتب والناقد الأستاذ محمد البنا بقلم الأديبة العراقية / نور الزهراء

 أشباح مرايا صدئة

........
التنكير والتعريف في قصة( مرايا صدئة) للكاتب والناقد الأستاذ محمد البنا :
عندما تقرأ نصا قصصيا ممهورا باسم القاص والناقد ( محمد البنا ) هذا يعني أن بين يديك نصا محكما وسردا مميزا متناولا مشكلة عصية معالجا إياها بأسلوب فني مميز وهذا ما نجده داخل النص الذي بين أيدينا ( مرايا صدئة) ففي كل عمل أدبي نبدأ من منصته وفاتحته ( العنوان ) مستخدما فيه( الاسم المعرف بالصفة) عنوان ذو مدلولات عدة يفتح أمام القارئ آفاقا للتؤيلات والتصورات وأسئلة تلقى في روع القارئ محركا فضوله للوقوف على مدلول القاص ، متنقلا للحدث مباشرة دون أي مقدمة أو تمهيد بافتتاحية بحيث ادخل القارئ داخل الأحداث دون أن يشعر بذلك جاعلا من أبطال القص معروفين لديه كأننا معهم أثناء الحديث واللقاء ، وهذه ميزة بالكتابة لا يجيدها الجميع ، انماز السرد برشاقة وايجاز وتكثيف غير مخلٍ بالنص بل وائم ولائم نوع الجنس الادبي المستخدم ( القصة القصيرة).
إذ نلاحظ التنكير يلف كل عناصر القص العنوان، الشخوص لم يصرح بأسمائهم ( ننتظرك أنا وزجي ، نبحث عنك منذ خمس سنوات ، زوجي عقيم ، ضحك حتى بانت نواجذه.) ينقل لنا الحديث الدائر بين شخصيات القصة بلا مسميات وكذا الحال( للزمكان) بقي عائما ( ننتظرك في المقهى) المكان الوحيد الذي ذكر بدون تحديد ( أنهى عمله) أيضا لم يحدد ولم يحدد الزمن حتى بإشارة توحي للوقت والسنين، والحديث الدائر ذاته يلفه الغموض دون التصريح إلاّ بعد تحديد المطلب من اللقاء ( الشبه الشديد بين زوج المرأة المتصلة والمتَصل به ، الغاية إنجاب طفل. ربما هذا التعريف الوحيد الذي لوح به القاص، ويوعز استخدام التنكير داخل القص من قبل القاص لأسباب
الأول : أن الهدف من القصة هو الحدث ( مشكلة أخذت تلف المجتمعات واستفحلت فيه لا تعرف أهي باب رحمة ام نقمة)
الثاني : تركت الشخصيات بلا مسميات أراد الكاتب أن يقول : قد تكون أنت أيها القارئ احد الشخصيات الثلاث المذكورة بالقصة
الثالث : بما أنها مشكلة عامة تلف المجتمعات بمختلف جنسياتها وألوانها ترك (الزمكان) عائما بلا تحديد
الرابع : اللغة وقد ساد البناء الأسمى بدلالة الثبوت والاستقرار ليثبت لنا حقيقة الأمر مبتعدا عن البناء الفعلي فنحن أمام كاتب ( يعرف من أين تؤكل الكتف)
من هنا نلاحظ الوشائج الممتدة من المنصة إلى الخاتمة وبانت علائم الايضاح وإزالة الغموض وتحديد هوية العنوان ( مرايا صدئة) اي انعاس الصور البشرية المتكررة للحدث المستشري داخل المجتمعات عندما قال الرجل بعد ضحكه ( طفلي الوحيد لا يشبهني) خاتمة لائمت العنوان إذ يقول لها ردا على طلبها، أن الذي تبحث عنه الآن قد بحثت عنه زوجته قبلها والنتيجة هو لا يشببه لكن يبقى السؤال المطروح ماذا قصد بأن ابنه لا يشببه من أي جانب ( جسماني أو صفاتي). ملوحا للتشكيك من وجه آخر وهنا يبرز النفس الشرقي شئنا أم أبينا ، وبهذا نرجع لنقطة الأصل وهي التنكير والايهام الذي لف عناصر القص بدءا من العنوان حتى الخاتمة.
واخيرا شكرا جميلا للناقد الأستاذ محمد البنا على هذه المائدة الأدبية التي أتاحت لي القراءة فيها
الأديبة العراقية / نور الزهراء (الهدوء والسكينة)..٢٨نوفمبر ٢٠٢٠
.................................
مرايا صدئة
اختتمت حديثها عبر الهاتف
-- فى انتظارك أنا وزوجى ، داخل المقهى المواجه لمكان عملك .
- كيف سأعرفكما
-- لاتقلق ، ستعرفنا لحظة أن ترانا.
أنهى عمله، دخل المقهى ، أدهشه التشابه اللافت بين ملامحه وملامح زوجها
أخيراً عثرنا عليك ، بعد بحثٍ مضنٍ ، دام لخمس سنوات .
علت وجهه الدهشة ، تساءل
لمَ يا سيدتى؟ ..........إستطردت
-- زوجى عقيم وأنا أعشقه ، وأرغب فى إنجاب طفلٍ يُشبهه.
لم يُفاجئه عرضها السخى ، ضحك حتى بدت نواجذه ، دنا منها هامساً
طفلى الوحيد لا يشبهنى .
محمد البنا..ديسمبر ٢٠١٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق