الإطار المعرفي لعلم الدلالة
مثلما أكدنا انفا فإن علم الدلالات هو علم يدرس أنظمة العلامات الدالة في الكون سواء أكانت لغوية او غير لغوية كما أنه علم يدرس، مبدأ الرمز ويقف عند انموذج علمي، سيميولوجي كأن يكون انموذج التواصل بواسطة الحركات الإشارية أو بالايقاعات الموسيقية عندئذ، ننزل من مستوى العلم العام من العلامات إلى مستوى العلم الخاص أو النوعي إلى حد نزولنا من اللغة إلى اللسان فيسمى بالسيميائية وإذا دخلنا إلى السيميائية فإن عملية إنجازها تستوجب جعله من الاصطلاحات ولكل هذا كانت قضية الدلالة صورة مطابقة لهذا التصنيف
وأما الإطار المعرفي الذي يندرج فيه علم الدلالة اللغوي فإنه يتعلق بجنس الإطار الخاص بمعنى ان علم الدلالة يتناول جزءا مما يعنى به علم العلامات وهو الجزء المرتبط بالعلامة اللسانية اي العلامة المنطوقة والمسموعة
ولكن لعلم الدلالة ارتباطا متنوعا من أهمه ارتباطه بأصناف العلوم الأخرى ذلك أن علم الدلالة الذي، من وظائفه أن يحدد القيمة الرمزية للكلمات اللغوية ضمن مجموعة بشرية ثقافية والذي من مشمولاته أن يحدد كيف يتعامل المتكلمون بتلك اللغة فيما بينهم بتلك العلامات اللغوية الأولى والذي من مهامه أن يبين ما يحف بكل لفظة تنطق وسط مناخ اجتماعي معين من ايحاءات وتأثيرات فإنه ولا شك يرتبط بنوع آخر من الدراسة والمعارف من الدراسات الاجتماعية لأن اللغة ترتبط ارتباطا وثيقا بهذا المقوم الاجتماعي
وإلى جانب علم الاجتماع نجد علم النفس ذلك أن عملية الدلالة من حيث هي تحقيق للمعنى انطلاقا من الصوت المسموع ترتبط عضويا بحالة نفسانية يكون عليها المتلقي متهيئا للإدراك والفهم لما يسمعه
وإذا فإن للألفاظ اللغوية مستويين من الدلالة :
الأول وهو المستوى التصريحي Denotation وهو الحد الأدنى الذي، يحقق معنى الكلام
الثاني وهو المستوى الإيحائي Connotation وهو جملة ما ترتبط به اللفظة من تجارب فردية تثيرها في ذهن المتكلم او السامع عن طريق الذكرى
كما لا يفوتنا هنا الإشارة إلى الدراسة النفسية التي تدخل في باب الدلالة اللغوية لتكتسب شرعية أخرى على مستوى علم النفس التحليلي Psychanalyse وذلك لدراسة كيفية تحقق الإدراك Compréhension /Ententement وذلك بدراسة عمليتي تركيب الرسالة من لدن الباث وبتفكيكها من لدن المتقبل السامع Encodage et Décodage (يتبع)
(الدكتورة الناقدة مفيدة الجلاصي)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق