الثلاثاء، 6 يوليو 2021

رحلة في المجموعة الشعرية على ضفاف القوافي للشاعر الدكتور فارس الخفاجي بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 رحلة في المجموعة الشعرية

على ضفاف القوافي للشاعر الدكتور فارس الخفاجي
.....
سبق لي وان نشرت في الصحافة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مدى تفاؤلي ببقاء الشعر العمودي رافعا راية الخلود والتالق رغم كل المسميات الحديثة والحرب الشعواء بحجة الحداثة وتعقيدات ابحر الشعر وزحافات وعلل الفراهيدي التي هي الميزان الرائع للنظم الشعري بموسيقاه الخلابة ولا يمكن ان نسمي الشعر شعرا بدون موسيقى والحديث ضمن هذا الاطار يطول ويطول وهناك اراء شتى بين معارض ومؤيد ويوما بعد يوم ازداد تفاؤلا من خلال اطلاعي الدائم على ما ينشر في وسائل التواصل .نعم هناك قصائد لا ترتقي لكنها قصائد تتميز بجرئة النظم والولوج الى هذا الايقاع الجمالي.
اليوم اهداني الصديق المبدع الدكتور فارس الخفاجي مجموعته الضخمة والرائعة على ضفاف القوافي والتي تضمنت ثمانية وستون
قصيدة كلها من الشعر العمودي وما جلب انتباهي هو استعمال البحور الشعرية كاملة وباتقان عروضي رائع .كما اذهلني المستوى العالي من القدرة على توظيف المفردة في كل نص ولا تجد نصا يسبق نصا رغم تنوع الاغراض فحين يولج بشعره للوطن تكاد تنزل دموعة ويعتصرك قلبك ترحل مع كل بيت فحين يصف العبارة تكاد تغرق مع الغارقين وحين يلسع التهجير الداعشي ذاكرته يوظف الشعر بقصة حب لمهجرة مع بابلي ضمن قصيدة اخر الليل التي هي ديباجة مجموعته واعتقد ان اختيارها الاولى لم تك صدفة بل جعلها مدخلا ليرسل الينا اشارة الى عمق تاثره بالفاجعة ومدى احساسه الوطني المرهف فكانت الرسالة واضحة فهو يقول:-
(تركت بيتي والحدباء نازفة
هي الحبيبة مذ كانت ولم تزل)
ولا ينسى دور الحشد بالتحرير
(فأبشري نينوى قد جاء منقذنا
كيما تعودي الى ايامك الاول)
ليلخص لنا ماساة شعب وبطولة رجال ..وكذلك الحسرة والالم على الوطن في اكثر من قصيدة كضحايا التفجيرات وضحاياالعبارة ليعلن صراحة انه عراقي ولا غير
(ساكتب عنك يا وطني
فوا اسفي و وا لهفي)
ليعبر عن مدى معاناته اثناء الظلم والطغيان ..
(صديقي كان يدفعني
لمدح الظالم الجلف)
وينقلنا نقلة نوعية للبوح بحبه لاهل البيت وميوله الدينية الراسخة فهو يمدح ويصف ويرثي المرتضى حيد برائعة مطلعها
(يادهر اندب مؤمنا موحدا
وخير من صلى ومن تعبدا )
وفي منار الطف تتفجر عاطفته بقصيدة مطلعها
(كتبت انت فماذا يكتب القلم
وعندك الجود والاخلاق والقيم)
يقول في منتصفها
(لولاك ما سطعت شمس لعزتنا
ولا سمعنا بشيء اسمه شمم)
ويستمر بشدوه الى عالم الجمال والغزل والكبرياء واخترت ان اقف عند قصيدته خذني لبحرك فهي انشودة عاشق متوسل
(خذني اليك لكن دون مرساة
خذني بعيدا ولا تابه لاناتي)
الى ان يقول معبرا عن المستقبل المجهول والحيرى
(كيف السبيل اذا ما الموج حطمها
ومزقت شر تمزيق شراعاتي)
وهكذا بحر بنا في مجموعة من قصائد الحب والغزل التي لا استطيع حصرها في رحابي هذا فهو انشد بدمع حزين وطفلتي المدللة ولن ينفع الوصل لنحلم معه كما حلمنا بايام الصبا وغيرها من الروائع وخلاصة القول ان الدكتور فارس الخفاجي شاعر من طراز رائع يمتاز بجمال التصوير والسهل الممتنع لم يحشو بالمعقد الصعب ولم يحشو بالهين المقرف بل كان يختار المفردة المؤثرة الراقية الشفافة التي تدخل القلب والواضحة المعنى دون البحث في القواميس.
اقول الشعر العمودي بخير وسانام براحة كبرى دون قلق .
واعتذر جدا لاني لم استطع ان اذكركل مافي المجموعة لانها بمستوى واحد واخترت القليل .
تحياتي للمبدع الدكتور فارس الخفاجي الذي جعل من مهنة الطب دربا للادب الرصين الهادف
وكنت اتمنى ان اسمع اكثرمن اغنية ملحنة من رقراق هذا النظم الجميل
كون اغلب القصائد رقيقة برقة صاحبها
Peut être une image de ‎‎2 personnes, y compris ‎حميد شغيدل الشمري‎‎ et intérieur‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق