الثلاثاء، 6 يوليو 2021

نص و٧ قراءات متنوعة صرخة من الأعماق ( مراودة ) للمبدعة الجزائرية الصاعدة/ فايزة عبد السعيد

 نص و٧ قراءات متنوعة

صرخة من الأعماق ( مراودة )
للمبدعة الجزائرية الصاعدة/ فايزة عبد السعيد
....................
النص
........
صرخة من الأعماق
مراودة
على استحياء جاءتني تتمايل
تضمر خبثا، استرسل في إبراز مفاتنها ببطء يشعل كل كياني، سالبا جل اهتمامي، سرعان ما أسفر حياؤها ليستحيل جرأة تخدرني بعسل شفتيها الذي علم السم كيف يقتل.
علقتني في شباك أوهن البيوت...
قدت عباءة ثباتي من دبر... همت بي وهممت بها، لولا زمجرة ذلك الثرثار الذي لا يفلتني أبدا وبالأخص في الأوقات الحاسمة ، يسحبني من قمة تأهبي لفتنة ما
كأنه أخذ مكان ظلي... حتى ظلي يدعني وشأني، يشغل فقط ساعات عمله!
يصرخ بصوت غير منقطع، كأنما قد عجنت حباله من الصدى!
لا تهجع ولا تهدأ، كنت دائما أخبره بأنني أتمنى لو يغرب عن وجهي، لكن كيف وهو لا يملك ساقين حتى!
بتلك اللحظات بالغت بقسوتي عليه.
_تستفزني نظراتك التي تصوب سهامها نحوي أينما اتجهت، ألست أعمى؟!
تبا لبصيرتك اللعينة، يبتسم بهدوء يفقدني اتزاني،
بوقار يستمده من لحيته البيضاء وعباءته الناصعة، فهو كالكفن تماما، لكنه يكفن فقط رغباتي الجامحة!
هذه كانت أكثر المرات التي تمنيت فيها إعدامه!
لأن تلك الساقطة التي بين جنبي!
كانت تغمزه من الطرف الآخر، محاولة بخبثها ترويضه.. لكنها عبثا تحاول فهو لا يراها أصلا،
بعد أن يئست منه كما يئس إبليس من أهل القبور،
حاولت أن تدس السم في علاقتنا!
نهرته بقسوة مفرطة قائلا: لطالما تمنيت غيابك، لكنني اليوم أتمنى أن تموت...
أرعد الحزن في سماء ثباته، فبرقت بعينيه المبيضتين،لتسبح حمرة نور خديه بزخات الأسى..
طأطأ رأسه الذي كسر قلبي الغافل، وهو يردد
ألا يكفيك غيابي وابتعادي عن الجميع
...سأجتمع بالمخاطب والمتكلم، وننظم جميعا لحزب "الضمير الغائب".
فايزة عبد السعيد٢٠٢٠
.................................
القراءات
............
١
لا شك أن السرد كان يسير بين قضباني القبول والرضا للمتلقي،
سعة الكلمات الانيقة في هذا النص الجميل كانت حاضرة، الرمزية استحوذت على الإجمالية البنيوية بشكل وفير، صورة الصراع متوقدة، نشرت عبيرها على العمود الفقري العام للقصة، إطلالة ضميرية سجالية،تنبع من فضائل النفس، ومفاتن الروح، المفردة الانيقة، اللمسة المعنوية، ومحاكاة الذات، استحوذت على للمشهد، ترتبت علية النتائج التي
انتهى به المشهد النهائي.
استخدام التنقيط، والفارزة، و ...... حوى بعض الهفوات مما ادى الى إضعاف النص، كذلك مسافة بدء السطر،
وبعض الأخطاء الإملائية.
النص بشكل عام،جيد، اثني عليه،
ارجو لهذا القلم كل السداد.
دمتم.
ولهذه الإدارة الرائعة كل الود.
كل عام وأقلامكم اشرعة سامية.
الأستاذالمبدع جعفرالصادق جعفر صادق شلال الحسني
______________________________
________________________________________''
٢
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النص: مراودة
من خلال تحليلي لهذا النص سيميائياً، وجدتُ نفسي أمام لوحة تشكيلية مكتوبة.
اتضحت فنيتها من خلال الحالة السيميائية التي اعتمدت على الرمزية والدلالات، وربطت النص بالواقع فصورت لنا كيفية استمرارية الصراع الأبدي بين الأنا الأعلى و الأنا الادنى كما أوضحها سيغموند فرويد عالم النفس...
أي حرب الرغبة الشهوانية والضمير الرقيب. فهذا التصوير الدقيق جعل من النص فضاء لغوي خصب تصويراً وتضميناً.
جاءت العلاقة منسجمة بين لغة النص وفحوى العتبة "مراودة"
وتبين لنا أنّ الكاتب هنا ابتعد بعتبته عن السطحية فبدأت الصور النصية تتوارد في ذهن المتلقي تِباعاً فالعنوان يفرض أنواعاً شتى من المراودة تجعلنا نخمن سياقات الحدث.
النص احتوى على مفردات تمّ أخذها من النص الكريم على شكل تناص عفوي غير مقصود. زاد النص جمالاً وكشف عن ثقافة الكاتب فيما يخص لفظ القرأن وقصصه ولايخفى علينا مراودة زليخة لنبي الله يوسف وكيف همت به وهمّ بها. وقدت قميصه من دبر..... فجاء هذا التناص كحلي زيّن النص وأعطاه متانه ورصانه
فكرة النص مطروقة تناولها العديد من الكتّاب. لكن الكاتب هنا جعل منها فكرة جديدة من خلال العرض والتصوير حيث أدخل القارئ في جو الصراع بل وجعله يشعر أنه طرف أخر وذلك لان هذا الصراع قد يشتعل في نفس أي شخص ولكن الاختلاف في نتيجة الصراع التي تتوقف على ثقافة الشخص وتربيته وقدرته على كبح جماح الرغبات...
الألفاظ كانت معبرة ومناسبة للحدث و لإيضاحه
الصور كانت فنية بمنتهى الروعة ك:/ أسفر حياؤها ليستحيل جرأة/
/على استحياء تتمايل /هذا الوصف الدقيق أقحم القارئ في لُب النص
كانت سمت النص الغالبة هي الصورة الشعرية.
كما أن النص غلب عليه الزمن المضارع الذي دلَّ على الاستمرارية والتجدد وهذا يعني أن الصراع مستمر ولن ينتهي بجولة واحدة... فهو الصراع الذي لامناص منه في داخل الجميع
تماهى النص بدلالات رمزية و إيحاءات لفظية مائزة
نبقى مع الخاتمة التي تؤجل نتائج الصراع حتى اجتماع آخر لحضور الاطراف جميعها والتي يصعب احتماعها فالضمير الغائب يمكن أن يؤول بأكثر من احتمال
وهنا يظل النص مفتوحاً ينتظر تأويلات عدة وهذا يدل على براعة الكاتب ومراوغتة في إنهاء الأمور
جاء نص متكامل بلغته وبيانه وكناياته أشبه بلوحة فنية كتبت بقلم مبدع لم تصل للكمال ولكنها متكاملة...
تحياتي لكم
ارجو أن أكون قد حققت مقاربة لما هو مقصود
الأستاذة المبدعة ليلى الأخيلية(ثريا الشام )
______________________________________
٣
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت النص مرات عديدة لأتعمق المضمون، فراقني هذا التسلسل المنطقي بين العبارات، لأخرج بنتيجة إيجابية واضحة، مرفقة بالهدف الأسمى من النص، الذي يخبرنا بكل مصداقية عن مشكلة حياتية اجتماعية تواجه الناس، بما فيها من إغراءات تدفع نحو الانحطاط، فجاء النص ليعالج هذا التخبط الأخلاقي، بموازنة نصية بين مطالب النفس الأمارة بالسوء واستيقاظ الضمير، الذي اختار له الكاتب لون الأبيض لدلالة عليه برمزية متقنة وإيحاء واضح..
ورغم ما رأيناه من اقتباس واضح للنص من قصص الأنبياء، وخاصة ما جاء في قصة يوسف عليه السلام ومراودة امرأة العزيز له عن نفسه، إلا أن النص جاء بثوب آخر وأسلوب فني خاص بالكاتب نفسه.
صدقا
نحن أمام نص مميز
عنوان متقن، وعبارات دالة، وترميز موفق، وتسلسل منطقي، إلى جانب التشويق والسرد الممتع، نهاية بقفلة مقنعة، ودعوة إرشادية لوضع الضمير نصب أعيننا بجعله دافعا للخير دوما ورادعا عن ارتكاب المعاصي والعياذ بالله.
فقط تنويه بسيط
عبارتان جاءتا متتاليتين ولكنهما غير واضحتين
(أسترسل في إبراز مفاتنها)
من الذي يسترسل هنا؟
وجاءت العبارة التالية (ببطء يشعل كياني)
هنا التتابع غير واضح بين العبارتين
كذلك جاء العنوان ممهدا لفكرة النص فأعطى انطباعا بكشف يسير عن ماهية المضمون.
كل التحية لكاتب/ ة النص
وكل التقدير للصديقة العزيزة أ. أم أيمن على روعة اختيارها
مع تمنياتنا بدوام التألق والعطاء
الأستاذة المبدعة: سلوى محمد
____________________________________
________________________________________
٤
لا اراه إلا تصويرًا للحياة عامة بمغرياتها وغواياتها وإنزلاقاتها الكثيرة ، وإن أراد/ت لها الكاتب/ة
أن تأتي هذه الغواية على هيئة إمرأة فاتنة لعوب ( ساقطة) .
مُستخدما الاستعارات القرآنية لتثبيت صورة المرأة
في ذهن المتلقي (قدّت ...من دُبر) للدلالة على قوة رفضه وقوة مثابرتها من النيل منه ، الى أن ( همت بي وهممت بها، لولا زمجرة ذلك الثرثار ) بالمقابل
(لولا أن راى برهان ربه )
وهو بين الرفض والقبول ، والإباء والخنوع ، والصمود والوقوع .في صراع مرير .
فهواه يرمي به لمغريات هذه الدنيا الفاتنة ، وضميره الحي يشد عنان شهوته ليعيده الى ثوابته ورشده .
ولولا وجود الفقرة الاخيرة في النص (نهرته بقسوةمفرطة .....وابتعادي عن الجميع ) لظل النص
وكانه يتحدث عن غواية إمراة لعوب .
رايت في النص انه يصف حال الدنيا وحال ثباتنا واستقامتنا وعذاباتنا ما بين الحق والباطل ، ما بين الصحوة وما بين موت الضمير .
في النص تعابير وأوصاف جميلة ، حين يصف الضمير وهو في دور الكاره له "بوقار يستمده من لحيته الببضاء وعباءته الناصعة فهو كالكفن تماما ، لكنه يكفن رغباتي الجامحة ).
كنت اتمنى على الكاتب لو إختصر السطر الأخير ( ساجتمع ...الضمير الغائب) منعا للزيادة في الشرح التي تُفقد النص قوته ، وليدع مجالا للقارئ من التعمق والتفكر في دلالات النص .
ومرة اخرى أعود للتسائل : لماذا على أدبائنا أن يصفوا قبح الحياة وانزلاقاتها بامراة ساقطة ؟؟
تؤلمني هذه التشبيهات
وهل السقوط من إختصاص المراة وحدها ؟
متى سينظف ادبنا من هذا المنطق ؟
سؤال أطرحه لكل ذي قلم وفكر .
إحترامي لكاتب /ة النص ومزيدا من الإبداع
ودمتم في نادي فرسان اللغة والادب ، إدارة وفرسانا
تحملون راية الثقافة والادب
تحياتي
خالديه ابو جبل
__________________________________________
٥
قراءة تحليليّة بقلمي: أميرالمدرس للقصة القصيرة (مراودة)
تقديم
القصة تعيد إلى أذهاننا قصة سيدنا يوسف عليه السلام، ومادار بينه، وبين زليخة في قصر عزيز مصر، وكيف كان الغلبة للإيمان، بالرغم من كيدها، وقد نزلت سورة وصفت الحدث، بأجمل اسلوب قصصي رائع، ويذكر الله عزوجل في بداية السورة ( الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)، ويأتي على وصف هذه الحادثة بدقة، لكي تكون درسا تربويا للعباد من بعده، حيث قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) (يوسف 23).
مع فارق كونه نبي وله العصمة، أما نحن البشر فعصمتنا منوطة بايماننا وقربنا من الله تعالى، الذي يقاس بمحاسبة النفس، وعدم اتباع الهوى الذي يصد عن منهج الله .
العنوان
راودَ يُراود ، مُراوَدَةً ورِوادًا ، فهو مُراوِد ، والمفعول مُراوَد
رَاوَدَهُ :راجعه وناقشه ورادَّه
رَاوَدَهُ على الأمر: طلب منه فِعْلَهُ.
وراود المرأة عن نفسها: طلَب أن يفجُر بها، أغراها، أغرته بفعل الفاحشة عن طريق الاحتيال '' (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ...)، وقال تعالى : ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) (يوسف 23)
ومن الملاحظ أن العنوان نكرة، يمكن اعتباره غير فاضح على سبيل التعميم.
الزمكان
لم يحدد القاص مكان ولا زمان حدوث القصة، ليعطيها بعدا رسمه في مخيلته انها ممكنة الحدوث، في كل مكان وزمان، مع إمكانية وجود الضمير الحي، الذي سينتصر بإذن الله.
السرد
لقد كان القاص هو البطل وهو السارد نفسه، لقد استعان بالوصف لتجسيد مشاهد تحركاته وانفعالاته، أعطى لقصته التي كثيرا ماتناولتها العديد من الأقلام بعدا جديدا، ورونقا خاصا يبقى عالقا بذهن من يقرأها، كما استخدم عبارات حوارية قصيرة وموجزة، لكنها معبرة، وجعلت القصة تنساب بكل جمالية، ولا ننسى إن القصة قريبة الشبه من قصة سيدنا يوسف عليه السلام.
التحليل الفني والادبي
الإنسان إذا ترك العنان لشهواته الدنيوية لتحركه وتدفعه فهو أحط من الحيوان، أجلكم الله، ليس له كيان، لأنه شاذ الطباع منقلب الفطرة لا يعرف في حياته إلا نيل مراد ثورته وشهوته حتى إذا نالها وأشفى غيظه منها ناداه أجله، هذا الصراع الأزلي بين الخير والشر، بين الإيمان والكفر، والفضيلة والرذيلة، ولكنه لن ينتهي عند هذا الحد، فبعد الحياة سيكون الموت، وهناك سيكون الحساب شديدا جزاءً بما اقترف من ذنوب، فلا بد من هدى يضئ لنا الطريق، وهنا جعل القاص هو الضمير، لان معظم هذه الأفعال المحرمة، تتم في أماكن مستورة عن عيون العباد، لكنها لاتخفى على عالم الغيب والشهادة، إن آفة العقل الهوى فمن علا هواه عقله فقد هوى، يعني إذا علا هواك على عقلك فقد هويت على رأسك في نار جهنم والعياذ بالله.
وقال سبحانه: ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا))الكهف:28، وقال سبحانه: ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ))الجاثية:23 جعل معبوده هواه، يطيع الهوى، يقول له الهوى: تعال إلى نار جهنم، غير أن قاصنا المبدع، ابى الا ان ينتصر الحق، لأنه صاحب ضمير حي.
الخلاصة
قصة رائعة جدا، استخدم العبارات الوصفية التي تسلب الالباب، و تجعلك ملتصقا بها، وأنت مقطوع النفس، لأجل الوصول إلى نهايتها، ثم يضعك في العقدة، ليبدأ ذلك الثرثار المزمجر، المقعد (وهو لا يملك ساقين حتى!) الذي (حباله عجنت من الصدى)،
لكنه نافذ البصيرة، ليترك القاريء في حيرة من أمره، لتأتي النهاية المدهشة والجميلة، لتنهي التساؤلات، بانتصار الحق.
سفينة الجهل العائمة في بحر الأمواج المتلاطمة، لا يركب فيها أحد إلا مَن ضل الطريق وصار من غير دليل فهو يتخبط في ظلمات لم ولن ير فيها النور ابدا، وحائر بين جهات لا يعرف في أي اتجاه، بل لابد من بصيص ضوء في داخل نفوسنا، ذلك هو ضميرنا الحي، والغلبة للحق مهما طال ليل الباطل، فإن شمس الحق ستظهر.
شكري وتقديري للقاص/ة المبدع لأنه أمتعتنا بهذه التحفة الفنية الرائعة، وعذرا أن قصرت في جانب من جوانبها، رجائي لكم بالتوفيق الدائم والتألق.
أمير ٱلمۘدرسۜ /الْعِرَاق
_____________________________________
_________________________________________
٦
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا لست ناقدة أما انطباعي حول هذه القصة هو كالآتي.
حقيقة القصة جميلة جدا، قرأتها بتمعن عدة مرات، راقت لي وجدا لأنها تحاكي الواقع الذي نعيشه بشكل متقن جدا وفي قالب لغوي بديع، وكأنها قصيدة العصر الحديث حيث أخذت أجمل مافي الشعر وهو اللغة وأجمل مافي القصة وهي الحكاية ليصبح لدينا هذا المزيج البديع الذي يسمى بالقصة القصيرة.
نبدأ من العنوان الذي كشف نوعا ما عن مضمون النص (مراودة) مصدر راود ونقول راوده عن الأمر يعني طلب منه فعله، في نصنا لهذا اليوم كان عبارة عن صراع كبير بين الضمير العاقل وبين القلب المفتون بكل ما يلمع.
ثانيا جاءت القصة بطابع الجدية دون الانزلاق في الغموض، تسلح الكاتب بتقنية الكتابة القصصية، حيث قام بامتاعنا بلذة القراءة من خلال سرده المشوق بمزيج من الخيال والواقع، حيث تقاسمت البطولة عدة شخصيات الضمير، القلب، الفاتنة، وحتى الظل كان له نصيبا في ذلك، مما جعلنا تحت تأثير الجاذبية والدهشة، حيث كانت الأخداث متسلسلة بشكل منتظم، اضمحلت الحدود بين الضمير وتلك الفاتنة التي حاولت غمزه دون فائدة، وفاز الضمير رغم أن القفلة ماتزال مفتوحة ويمكن أن تفتح مجالا لجزء آخر مع أبطال آخرين، أما ما جاء في البعد الرمزي فإن المتأمل في قصتنا لهذا اليوم ورود الكثير من الرموز والإيحاء، فإن الكاتب قام باختزال الصراع الذي يعيشه الإنسان مع ذاته في ظل التحولات السريعة في رقعة زمنية ومكانية محددة، تاركا باب التأويل مفتوحا على مصرعيه، مادام النص قابلا للتحليل كما ذكرت سابقا.
لغة القصة كانت جميلة جدا، مجازية فيها إيحاء وانسياب ورونق خاص جدا، كل شيء فيها يخضع لميزان الوضوح في غير إفراط.
القصة عالجت قضية مهمة جدا يتعرض إليها الكثيرون من الأشخاص في نماذج مختلفة ويبقى الأمر للغالب والمغلوب، قفلة مدهشة وتمكن سردي رااااائع.
أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم.
تحيتي لكاتب / ة النص.. حقا أبدعت.
تحيتي للرائعة أم. أيمن وجمال اختيارها.
الأستاذة المبدعة#ميسون يوسف نزار
_____________________________________
٧
الادب شرف يناله الفرسان
سمي الادب ادبا لانه ارفع المقامات واعظمها خلقا وبلاغة .
النقد هو اظهار لجوهر النص واظهار مواطن الابداع او الضعف وليس انتقادا او ثلما للنص. وهو تكامل مضاف يتخطى من خلاله الكاتب مواطن الهشاشة ويذهب الى افق يستنير به من خلال دلالات الرصانة في عناصر النص .
على الناقد ان يكون عادلا لانه قاض بين النص وكاتبه .
ترجمة .
العنوان له دلالة واضحة على المتن بصيغة المباشرة مما يفصح عن مكنون النص ويستحسن ان يكون اكثر تورية . لانه من الممكن ان يطيح باسمترار قراءة المتلقي .
كلمة .. الخبث .. يستحسن ان ترفع ال التعريف لتكون ... خبث استرسل.... مع مراعات واجبات الاركان مثل همزة الوصل ونقطة توقف وما نحو ذلك .
وحدة الموضوع طباق كتب من وحي خيال منسوج باقتباسات من قصة النبي يوسف سخرت لتورية النص والابتعاد عن المباشرة وهذا رائع جدا .
مواطن الابداع .
تتمتع الكاتبة بابجدية سردية رائعة بمثابة اسس ترتكز عليها عناصر النص كما تمتلك القدرة على المطاولة في السرد المتواصل والمترابط دون ثلم للصورة او وحدة الموضوع .
جملة (سالبا جل اهتمامي )تسخير اكثر من رائع لمفردة منحت المقدمة قبسا يستحوذ على نظر القاري ...
نص فيه فسحة كبيرة حلق بنا في فضاء خيالات الكاتبة لنشاهد صورا مركبة متراكمة مترابطة الحلقات ترمي بنا الى ابعاد الموروث الماثور تارة والى الحداثة تارة اخرى وكاننا نشاهد رواية لمخرج محترف ... اختيار وحدة الموضوع موفق الى حد بعيد حيث يشغل حيزا من معطيات الفعاليات الحياتية اليومية وهذا يضاف الى تصاعد النص ... قدرة ومطاولة في نسج السرد مع مفردة سهلة كسهل العشب المورق ...
من خلال الترجمة يتضح جليا ان الكاتبة تحمل لقبا علميا وقد ظهر هذا من خلال الصياغة الخوارزمية لبنية النص ... فالعقل العلمي يذهب الى المعادلات العقلية ويبتعد عن المعادلات الفكرية كما ان خامة المفردة تدل على نوعية التفكير العلمي ...
نص فسيح وذي تركيز عال ...
تحية للكاتبة وبالتوفيق نحو ابداع دائم ...
تحية وتقدير للاستاذة ام ايمن الموقرة وادارة المنتدى بشكل خاص لجهودهم الخلاقة .
الأستاذ المبدع سعد الكاتب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق