حدث في مكانٍ ما
مقالة بقلم
الناقد المصري / محمد البنا
...........................
لكل كاتب قصة فكره وأسلوبه وطريقته في معالجة فكرة قصته، وتقنيته الخاصة في غزل خيوط حبكتها، وفق تصوره الفكري ومخيلته الإبداعية...هذا متفق عليه ولا ولن يجادل فيه أحد، والمحزن والمثير للعجب العجاب أن يتصور قارئ أو ناقد او كاتب آخر مهما بلغ شأنه وعظم قدره ككاتب او كناقد أنه أعلم وأدرى بالقصة من مبدعها، فيعرض عليه ان يعيد صياغتها له، حدث هذا السفه منذ أيام قليلة، وذكرني بنفس الموقف حين حدث لي ايضا منذ سبعة أعوام تقريبا في نفس المكان، أن دخلت كاتبة صديقة على الخاص، وطلبت مني تعديل اقصوصة لي في العديد من محاورها، ولما رفضت اقتراحاتها، بادرت بارسال ذات القصة مدخلةً ما رأته من تعديلات لتصحيح مسارها وتصويبها، فما كان مني إلا أن نشرت القصة الأصلية تحت رقم (١) واتبعتها في نفس المنشور بالقصة المعدلة تحت رقم (٢) وطلبت من القراء والنقاد التفضيل مع بيان المسببات، فكان أن حصد رقم (١) اجماع الأراء ولم يحصل رقم (٢) على أي صوت يؤيده، لأنها انتجت مسخًا بكل ما في الكلمة من معنى وليس قصة، وحصلت انا على بلوك لمدة ثلاثة أعوام من الصديقة ..هل سال احدكم مرة مستنكرًا ( كيف ل سوبرمان أن يطير؟، أو لقطةٍ أن تتكلم؟، أو مصباح علاء الدين او خاتم سليمان أو..صندوق أمنيات يحقق التمني ؟ )..هذا تصور المبدع وهذا خاص به حصريًا بلا منازع، ولنا أن نقتنع بكيفية معالجته للحدث أو لا نقتنع، أما أن نتدخل لتعديل إبداعه، فلا وألف لا ومليون لا، إن شئت اقتبس الفكرة وصوغها كيفما تراءى لك، وينسب النص لك أجدت أم أخفقت.
ولنأخذ قصة ( موت موظف ) كمثال لمن يريد أن يفهم، بنى تشيخوف قصته بكاملها على عطسة ( عطس الموظف في قفا الجنرال ) فهل اعترض أحد قائلا هذا غير منطقي إذ بُنى على صدفة أنّ الجالس أمامه في المسرح جنرال، وماذا لو كان رجلا عاديا وليس جنرالا، بل لم يعطس الموظف أصلا؟ههه او لماذا لم يضع منديلا او كم قميصه على فمه هههه فيجيبه آخر..لم تكن الكورونا قد ظهرت بعد في روسيا إينذاك!!
يا سادة لنا ان نصحح جملة ما لخطأ لغوي فيها( نحوي/ املائي/ دقة / بلاغة)، ولنا ان نشير إلى موضع الخلل أيا كان ( حبكة /معالجة /منطقية)، ولنا أن نشير إلى حذف ما توجب حذفه يقينا( المعلوم بالضرورة/ المتكرر بلا داع لتكراره/ تأكيد المؤكد)، وليس لنا مهما كانت عظمتنا وانتفاخ ذاتنا أن نتدخل بتعديل قصة او اعادة صياغتها لمبدعٍ ما كبيرًا كان أو مبتدئًا، فهذا يخص حصريًا الاستاذ لتلاميذه وفي أضيق الحدود، لأنها منطقة تعليم وليست منصة إبداء رأي.
وأنا أستاذ قصة ونقد ولي تلاميذ كثيرون في مدرستي، واقولها مؤكدًا في مدرستي، أما في العلن ( الندوات/ منتدى التواصل بكافة فروعه) فنحن زملاء مبدعون وفقط..لا أستاذ ولا تلميذ.
محمد البنا...١١ يوليو ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق