الثلاثاء، 6 يوليو 2021

القصة القصيرة من التقليدية إلى الحداثية للناقد محمد البنا

 القصة القصيرة من التقليدية إلى الحداثية

..........
مرت القصة القصيرة منذ نشأتها في اواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وحتى عصرنا الآني بعدة مراحل، ففي البدء كانت كتابات الرواد جوجول، جي دي موباسان، وأنطوان تشيخوف(بتصرف) تعتمد على ثلاثية ( البداية والعقدة والنهاية)، وهى ثلاثية أزلية شانها شأن الرافد الأساس للفن السردي منذ القدم ( الحكاية )، ومن ثم الرواية والقصة، إلا أن العصر الحديث واكبته تطورات سريعة ومتلاحقة في كافة مجالات الحياة الانسانية، ولم تتخلف القصة القصيرة عن مواكبة هذا التطور السريع، فكان ما كان من التخلي جزئيًا عن أحد عناصر الثلاثية الأزلية، واتخذت شكلًا جديدًا ينحو نحو الدخول المباشر للحدث دون مقدمات أو بدايات لا ضرورة لها، وإن حافظت وبقوة على المقولة الشهيرة ( لا قصة بدون حدث )، وكذلك التشبث بالعناصر الستة الرئيسة لأي فن سردي، وهى كما نعرف ( المكان/ الزمان / الأشخاص/ الحدث /حل العقدة/ الخاتمة )، وأيضًا تميزها عن القصة والرواية بتقييد الزمن والمكان ومحدودية الاشخاص، وتفرد الحدث، ومواصلة للتطور الحداثي نحت القصة القصيرة نحو الاعتماد على المشهدية كمخرج أساسي، وتنحية الحدث إلى مصاف الثانوية، مع التمسك بضرورة بقائه كعنصر من عناصر القص القصير، وكذلك هناك تجارب سردية تختص بالقص القصير ، تهتم بتنحية بعض العناصر مثل الزمان والمكان، ولكنها لا تزال في طور الجنين، ولم يكتب لها النور بعد، لتأخذ موقعها كمرحلة تطويرية معتمدة، مثلما أُعتمدت المشهدية مؤخرًا، ومن رواد هذه المرحلة التجريبية نذكر على سبيل المثال لا الحصر الفلسطيني بسام الأشرم ، والفلسطيني عمر حمش، والمصري عصام الدين محمد أحمد الشاكه، والمصرية أمل البنا، والعبدلله.
ولعل من أبرز ما قيل في الآونة الأخيرة عن القصة القصيرة هو ( إن أعظم القصص القصيرة هى ما نرى كل شخوصها من خلال مشاعر بطلها أو بطلتها)، ولذكر بعض هذه القصص التي اعتمدت بقوة على تلك المقولة، نرى أنه من الجيد أن نذكر ( فجر الطين/ صديقة صديقة علي )،(قبر من زجاج / إيناس سيد جعيتم)، ( هيستيريا/ خالد عجماوي)،(خط أحمر / بسام الأشرم)،( مرايا صدئة / محمد البنا)،(متلازمة فيتزجيرالد/ كنانة عيسى)،(بيردينيا/ أمل المنشاوي)،( الفنار/ أمل البنا),( عرش على الماء/ مي عبده عزت).
.........
محمد البنا ٨مايو٢٠٢١
Peut être une image de 1 personne et lunettes

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق