الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025

قراءة نص بقلم: الأديبة زينب الحسيني-لبنان القصيدة للشاعر المغربي د. خالد بو زيان موساوي.

 قراءة نص بقلم:

زينب الحسيني-لبنان

القصيدة للشاعر المغربي

د. خالد بو زيان موساوي.


القراءة:

تمهيد:

يرى فرويد أن الإبداع الفني ينبثق من اللاوعي ويحمل في طياته الرغبات والعواطف المكبوتة، ويرى "صاحب الربيعي" أن آلية الإبداع في الشعر تختص بها حالة اللاوعي. وبعدها يخضعها الشاعر لمنظومة الوعي."

ومع العودة إلى الإدراك  الواعي يمرر ما يقنعه من افكار ومجازات اوانزياحات،  ستشكل له بنية نصه الفنية شكلا ومضمونا.


  القراءة:

- دلالة العنوان الإيحائية:


عتبة النص/ على إيقاع قيثار غجري، تحفز مخيلتنا على تخيل "مشهد غجري راقص"  والمعروف عن الرقص الغجري انه حيوي سريع يشبه الرقص الصوفي ،  يحرك الجسد كله حركات عفوية حرة،  على أنغام "القيثار " فيبعث في النفس نشوة وطمأنينة وفرح...


- الصور الدلالية الإيحائية

 للنص.

سأبدأ بتبيان الدلالات والإيحاءات الفنية 

 التي وظفها شاعرنا أسلوبا لاكتناه بؤرة النص وهي:

" رقصة العناق الأبدي" 


  نبدأ عتبة استهلال  المتن  

  في البيتين التاليين:

-سبقتك عيناك 

والبريق

 حائر 

يشبه ناصية سؤال.


في هذين البيتين (انزياح)

إذ كيف لبريق العينين أن يكون "ناصية سؤال" ؟ 

قديما قال العرب:

" سيماهم في وجوهم " للدلالة على أن للعين سيمياء  تعبر عن الدهشة ، عن الفرح والحزن ومعظم الحالات الشعورية، اما في هذا النص   فالشاعر يرى في العينين سؤالا؛  وكأن لهما وظيفتان: هما البصيرة والبصر..

ونكمل : 

العينان حائرتان تسألان:

 هل من انعتاق خارج 

"هذا الزمن المنبوذ"

 الذي ديدنه: "شك... 

ومنعطفات... ؟

ونبدأ المقطع الثاني:

بكلمة "فدعوتك" 

و لأن الحب في بلادنا من التابويات المحرمة، نجد الشاعر يستلهم فنيا اللاوعي، لينسج من إيحاءاته صورا مجازية إبداعية ، ويكسر "ترنيمة رتابة النغم " ليضفي على الحياة طعما آخر  مختلفا ...

فيتخيل أنهما يصدحان معا

على "إيقاع قيثار غجري" 

وتغريدة "هزار عشق" ويرقصان " رقصة العناق الأبدي"

 ثم يتابع:

فقلت لي:

تعال...تعال...

تعال اضمك...


اضمك...أضمك...


وتبدو الكلمات كأنها تتراقص على إيقاع التكرار وموسيقى القيثار في آن. فيما الشاعر يكمل حكاية رقصة أبدية صوفية، يرجعها الصدى "صمتا عميقا" وكأنه ينتظر "قداسة قبلة مؤجلة" تبقى حلما  بعيدا.


-اللغة الشعرية الفنية:

أ- في النص صور بديعة وثراء مجازات بليغة وانزياحات، وعلى سبيل المثال لا الحصر: الأبيات التي ذكرتها سابقا وأشرت إلى الإنزياح:

لاح مفترق انتظار 

سبقتك عيناك

والبريق حائر 

يشبه ناصية سؤال.


ايضا: 

خارج زمن منبوذ

شعاره شك...

ومنعطفات...

هنا انزياح: أنسنة الزمن بالقول: "شعاره شك...  ومنعطفات...

وهو إيحاء للمكبوتات و التابويات  المحرمة في مجتمعاتنا العربية.

ب- هناك تمازج في الأجناس، 

فالنص هذا يبدو كأنه اقصوصة صغيرة أو رؤيا حالمة،  تروى بثراء صور شعرية صوفية؛ تتناغم راقصة على إيقاع عتبة العنوان:

"على إيقاع قيثار غجري."

كما أن اللغة الشعرية في النص تبدو ك"سهل ممتنع" 

فيها العمق وفيها سهولة اللفظ والموسيقى .

تضاف إلى كل هذا تقنية التنقيط التي تعطي للقصيدة 

النثرية أبعادا فنية تسمح للمتلقي بالتخيل وحرية التأويل ، فتعطي النص مزيدا  من الثراء الفني. 

اكتفي بهذا القدر ، فالنص إبداعي يحتاج لأكثر من قراءة، وختاما، اقدم تحيات تقدير واحترام للشاعر المبدع د.خالد بو زيان موساوي.


النص:


على إيقاع قيثار غجري...

بقلمي: خالد بوزيان موساوي


لاح مفترق انتظار

سبقتكِ عيناك

والبريق 

حائر

يشبه ناصية سؤال

عن مصير بهيم

على خشبة مسرح

يبحث عن نص حكاية

خارج زمن منبوذ

شعاره شك ...

ومنعطفات...


فدعوتكِ

نعم ... رتلتُ نوتات

اسمك

والأثير شاهدي

لقطع حبال ترنيمة 

رتيبة النغم والمقام

فنصدح 

على إيقاع قيثار غجري

بتغريدة هزار

بشير ود وعشق

يعلمنا

رقصة العناق الأبدي


فقلتِ لي

تعال... تعال... 

تعال أضمك... 

أضمكَ... أضمك

حتى تنفلت الآهات 

من أنفاق الشوق

وتصرخ... تصرخ...

حين كان الصدى 

صمتا

عميقا

في حضرة

قداسة 

قبلة

مؤجلة...


بحكي قصتها 

قيثار غجري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق