النقد على النقد:
"إضاءات في المجموعة الشعرية"ما لم تبح به الشاعرات"
الناقد يونس شعبان الفنادي(ليبيا)
الدراسة النقدية:"رسائل وجماليات السرد المنزلي"
ديوان الشاعرة هاجر منصوري "ما لم تبح به الشاعرات"(بيت بالمعنى الحرفي..وقصيد)
النقد على النقد:جليلة المازني (تونس)
المقدمة:
لقد دأب الناقد الليبي يونس شعبان الفنادي في نقده على أدب النساء(الاديبات: فاطمة بن محمود/ زهرة الظاهري/ ريم القمري...).
وها هو اليوم يفيدنا بدراسته الماتعة للشاعرة هاجر منصور في ديوانها "ما لم تبح به الشاعرات".
انها دراسة وازنة لديوان شعري موزون:
1- تجليات القراءة الوازنة للديوان تأويلا و تحليلا وتدليلا:
أ- على مستوى الشكل:
- قراءة العنوان قراءة وفق نظرية التلقي الحديثة التي تثير فضول القارئ بعدة تساؤلات تجعل منه فاعلا في إعادة انتاج النص.
- تقديم كل أنواع البوْح الواردة بالديوان وتبويبها.
ب- على مستوى المضمون:
- التناص مع وصايا "الوالدة "وهو تناص طريف يجعل من الوالدة شخصية أدبية مرجعية.
- ازدواج مهمة المرأة كأم وكزوجة وكناشطة داخل البيت وخارجه
- المزاوجة بين زمانين الماضي والحاضر.
التعالق الأجناسي بين الشعر والفن الموسيقي وعلوم الفلسفة والفكر.
- القصة داخل القصة من خلال ذكر أسماء عدة نساء وكل واحدة لها قصتها الخاصة.
- الميتا شعرية: لقد ذكر الناقد يونس الفنادي في خاتمة دراسته هاجس الكتابة الشعرية لدى الشاعرة هاجر منصور بذكر رسائل قد بثتها الشاعرة بديوانها
وهذا طبعا يستجيب الى الجزء الأول من عنوان دراسته النقدية(رسائل وجماليات السرد المنزلي).
وأختم تجليات إيجابيات الدراسة النقدية للناقد يونس الفنادي في اختيار زاوية نظر تستجيب ونظرية التلقي الحديثة التي تعتمد على التأويل وما في التأويل من نسبية
ولعلني هنا أضيف ما قد يثري هذه الدراسة وما قد يُنْصف الشاعرة في ديوانها
2- النقد على الى النقد:
أ- على مستوى الشكل:
- في قراءة صورة الغلاف التي لم تخترها الشاعرة هاجر منصور اعتباطا
فكان من الممكن فك شفرة صورة الغلاف المحكومة بثنائية...
- الاشارة الى أن جل إن لم أقل كل أنواع البوْح التسعة محكوم بالثنائيات(من فنون الى فنون/ بين زمانين/ من افكار الى افكار/ من كتابة الى كتابة/ ماء ودماء/ غبار وابخرة متراكمة/ اصدقائي وصديقاتي/ تحديات وثورة..
وبالتالي كان من الممكن تأويل استخدام الشاعرة تقنية الثنائيات انطلاقا من العنوان والمسكوت عنه به وصولا الى كل أنواع البوح من عدمه لديها ولدى الشاعرات.
ب- على مستوى المضمون:
- الصراع بالمجموعة الشعرية: إن الترتيب والتنظيم للمجموعة الشعرية وفق ظاهرة الثنائيات يشي بالصراع الذي تعيشه الشاعرة في مجموعتها الشعرية.
- تسريد الشعر: لقد ذكر الناقد في عنوان دراسته في الجزء الثاني من العنوان "جماليات السرد المنزلي".
حبذا لو أبرز الناقد تعالق الشعر مع السرد بذكر مقومات السرد وأركانه بالمجموعة الشعرية ليكون الناقد متناغما مع زاوية النظر التي اختارها بالعنوان (جماليات السرد المنزلي).
- التناص: لقد ذكر الناقد وجود "القصة داخل القصة"
حبذا لو ذكر الناقد ان ظاهرة "القصة داخل القصة" تتناص مع رائدها ابن المقفع في قصة "كليلة ودمنة" اثراء انقده وانصافا للشاعرة.
- مفهوم الأدب بالمجموعة الشعرية" ما لم تبح به الشاعرات":
يقول الناقد:" كأني بها(الشاعرة) وان كان بشكل غير مباشر تقرّ صورة للمستوى الفكري لأسرة المنزل وأهل المجتمع وشعب الدولة وتجعلهم جميعا في مرتبة دونية لا تمكنها من التعامل بروح وقيم ومنطق ومضامين الفلسفة العميقة النبيلة الجميلة"
حبذا لو أشار الناقد هنا عن المسكوت عنه في المجموعة الشعرية فيما يتعلق بمفهوم الأدب الذي هو بين الأدب "ملحمة" كما يقول المفكر التونسي محمد مزالي .
وبين الأدب مأساة كما يراه الأديب المتفلسف التونسي محمود المسعدي.
وفي هذا الاطار يدعم الناقد سكوته على المسكوت عنه في حصر كفاح المرأة بالمجموعة الشعرية كأم وكزوجة حين قال:
"لا تقتصر نصوص (ما لم تبح به الشاعرات) على تقديم الوجه المهني والوظيفة العلمية للشاعرة هاجر منصور بل تسجل مكابدات ومثابرات انسانية وكفاح ونضال المرأة الزوجة والأمّ.."
- الذكورة والأنوثة بالمجموعة الشعرية:
كأني بالناقد حين جعل الشاعرة تحصر نضال المرأة كزوجة وكأمّ قد ألغى ما لم تبح به الشاعرة هاجر منصوري وهو الجانب الفكري لدى المرأة وجعله حكرا على الرجل خدمة لمجتمع ذكوري وهو ما يسمّى بلغة العصر خطاب كراهية في هذه النظرة الدونية لجنس الأنثى.
وخلاصة القول إن ما قدمته يندرج في باب الاضاءات التي هي اضافات وإضاءات لدراسة الناقد يونس الفنادي وانصاف للمجموعة الشعرية للشاعرة هاجر منصوري.
سلم القلمان ابداعا ونقدا وشكرا للشاعرة وللناقد على إمتاعي بممارسة النقد على النقد.
بتاريخ16/ 07/2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق