خطى لايسمعها أحد…
كان الليلُ
يرتّبُ حزنه على كتفي،
ويقولُ لي:
لا تخَف…
فالخيبةُ أوفى من البشر،
والصمتُ أصدقُ من كثيرٍ
ممّن مرّوا بقلبي
ومضوا كأنهم لم يمرّوا.
أجلسُ وحدي،
أسمعُ أنفاسَ الأشياء،
أرى الكرسيَّ فارغًا،
والنافذةَ ترتجفُ
من شدّة الانتظار…
كأنّ المكانَ يعرفُ
أنّ غيابكِ ليس غيابًا فقط،
بل قَطعٌ لصوتِ الحياة
من جذوره.
أحاولُ أن أقولَ لنفسي:
إنّ الأيامَ قادرةٌ على تضميدِ الجراح،
لكنّ الأيامَ تكذب…
والوقتُ لا يداوي،
إنّما يعلّمنا
كيف نخبّئ الألم
تحت ثيابٍ نظيفة.
يا من كنتِ بيتي،
وأوّلَ معنى فهمتهُ في الحب،
لماذا تركتِ البابَ
مفتوحًا على ريحٍ
لا رحمةَ فيها؟
لماذا علّمتِ قلبي
كيف يندمجُ بنبضكِ،
ثم مضيتِ
وتركتِه يتعلّمُ
كيف يعيشُ وحده
ولم ينجح…؟
أقولُ للذكريات:
كفِّي عن الظهور.
فتضحكُ،
وتجلسُ في حضني،
وتسألني:
هل تظنّ أننا نرحل؟
نحنُ ننام على وسادتك
كلَّ ليلة.
وما بيني وبينكِ
يا غائبةً
لا زال يَحملُ ملامحَكِ:
طَيفٌ يمرّ فوق قلبي،
يوقظهُ…
ثم يتركهُ
أشدَّ تعبًا ممّا كان.
يا الله…
كم يتسعُ الصدرُ
للحزن،
وكم يضيقُ
عن كلمةِ “أنساك”.
بقلم / مقبول عزالدين

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق