الأربعاء، 5 نوفمبر 2025

دور الرموز والإيماءات في تعزيز المعنى. قراءة للناقدة التونسية سهيلة حماد في تحليل شذرة صباحات السلام للشاعر والناقد اللبناني سليمان جمعة.

 دور الرموز والإيماءات في تعزيز المعنى. قراءة للناقدة التونسية سهيلة حماد في تحليل  شذرة صباحات السلام للشاعر والناقد اللبناني سليمان جمعة.


الشذرة: 


 صباحات السلام: تمر... رغما عني، وتتعثر فوق عكازي تلك الأيام..! أمشي على شط غربتي قليلا أدخل غرفتي أغفو على حجرها.. وحيدا

-----------

 العنوان: دور الرموز والإيماءات في تعزيز المعنى. في شذرة الشاعر اللبناني سليمان جمعة


تتميز هذه الشذرة بأناقة اللفظ وعمق المعنى، وتستحوذ على العقل لتحفز القارئ على التأمل في سر الوجود، وتعثر الإنسان في بحثه عن السعادة في عالم متغير، ومليء بالتوتر. هذا العالم يفتقر إلى ونيس يخفف الشعور بالغربة. والذات المتكلمة تحولت بفعل الزمن كالبحر تتجاذبها أمواج الرغبة والانزواء، تتأمل عبثية الوجود وتقيم خيبتها في عدم بلوغ الأمل المنشود.


يلاحظ المتأمل في المتن أن العبارات الجميلة تعتمد على الرمز وتجمع بين البساطة والإيماء والتصريح. نرى الشاعر يتعمد حذف كلمة الأيام ويعوضها بثالوث نقاط، مما يستفز قارئه ويشتت ذهنه. كذلك الفتاة التي تظهر في الصورة كفتاة أحلامه تمشي على شاطئ في آخر النهار ، قبل رحيل الشمس تساهم هي الأخرى في التشويق. فما أن يبدأ القارئ في البحث عن العلاقة بين الصورة وصاحب الكلمات منشئا  سيناريوهات محتملة لسبب القطيعة التي أوحى بها خياله، إذ بالشاعر يسحب البساط من المتلقي، فيفقده توازنه، فترتطم كل تلك الاحتمالات بعكاز ناظم الكلمات، فتهشم أفق انتظاره عبارة: "تلك الأيام". وهكذا يجد القارئ نفسه وجهاً لوجه مع ذات مكلومة، تعبر عن إنسان كوني هزمه الزمان، وتركه على أعتاب حلم جميل يتأمل عبث الأيام وجحود الإنسان لأخيه الإنسان، في زمن صارت الوحدة عنوان غربة الوجود، وحتمية مصير عبثية الحياة التي تتلخص في غفوة الإنسان بين شهقتين: شهقة الحياة وشهقة الممات.


انتهى 

-------------

 سهيلة بن حسين حرم حماد 

 الزهراء تونس في 5/11/2025 

====================



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق