الأربعاء، 26 نوفمبر 2025

قراءة نقدية في قصيدة"حال وطن" للشاعر الدكتور كمال الدين حسين القاضي بقلم. الاستاذ محمود البقلوطي ََ/ تونس

 الاستاذ محمود البقلوطي ََ/ تونس

قراءة نقدية في قصيدة"حال وطن"

للشاعر الدكتور كمال الدين حسين القاضي


عبر الشاعر عن حالة من القلق والأسى إزاء الأوضاع التي سيطرت على وطنه فصوره بلا روح وقلب، غريق في أمواج البحور كلمات وصور توحي بشعور عميق بالضياع والانهيار...  الوهن الشديد والضمور في المجد يزيدان من حدة الشعور بالانكسار.

ان الصور الشعرية التي استخدمها مثل "وسوس الشر ينحر في عظام" و"بات العرب في لحد القبور"، تعبر بقوة عن الفساد والانحدار الذي تشهده الأوضاع في و،طن موبوء. والطعن من الأهل يزيد  من تعقيد المشهد، حيث يبدو أن الجميع يعيش في حالة من التدهور والانحلال.

ويوضح الشاعر إن الوجع الأليم الناتج عن هدم المعالم وتدمير الدور  بعكس حجم الكارثة التي تعيشها الأمة. العيش في دياجير (ظلام دامس) ومحاربة أنواع النمور يوحي بالصراع المستمر ضد قوى الشر والتحديات الجسيمة.

النار التي أذكتها اللصوص واليأس من نار الفجور تعكسان حالة اليأس والإحباط التي يعيشها الناس. سفك الدماء في البر والبحر، وتلوث الطهر والنور بفيض الدماء، هي صور مؤلمة تعبر عن حجم الفقد والدمار.

ان الاحساس بالخوف من المستقبل يترك القارئ في حالة من القلق والتساؤل حول ما سيحدث لاحقًا.

لقد سلط الشاعر الضوء على قضايا جوهرية وأوضاع مؤلمة في وطنه، وعبر عنها بأسلوب شعري مؤثر

لكنه لم يتم الإشارة بوضوح للقوى الداخلية والخارجية الَمتسببة في هذا الوضع الماساوي الذي يعيشه وطنه وهذا اعتبره نوع من التقصير

لان المنطق يقول ان وراء كل كارثة

هناك مسؤولون على وجودها و حدوثها.


القصيدة

حال الوطن

 أرى وطني بلا روحٍ  وقلبٍ

 غريق ٌفوقَ أمواجِ  البحورِ


  يعيشُ اليومٰ في وهنٍ شديدٍ 

وكلُّ المجدِ في حالِ الضمورِ


 وسوسُ الشر ِّينحرُ في عظامٍ

 وباتَ العربُ في لحدِ القبورِ


  لقد أمضى الجميعُ بلا حماسٍ

وماتتْ كلّٰ نخواتِ النسورِ


 وزادٰ الطعنُ  من أهلٍ وكفرٍ

 وعاشَ الكلُّ في وزن النطور

      

 وكل الأرض في وجعٍ أليمٍ

 إذا هدمتْ معالمَ  كلّٰ دوْرِ


 وعشنا في دياجيرٍ وغابٍ 

 نصارعُ كلّٰ أنواعِ النمورِ


 ونار الشر أذكتها لصوصٌ

   وزاداليأس من نار الفجورِ 


 وسفكٌ صارَ في برَّ وبحرٍ

وسال الدمُ من طهرٍ ونورٍ

  

كفيض الماء في بحرٍ ونهرٍ

وعشنا الخوفَ من فزعِ الدهورِ


بقلم كمال الدين حسين القاضي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق