السبت، 25 أكتوبر 2025

حرفية الغموض والأدبية الشعرية في ترسيخ العلمية رؤية نقدية للناقدة التونسية سهيلة حماد في شذرة الدكتورة الشاعرة السورية نادية حماد:

 حرفية الغموض والأدبية الشعرية في ترسيخ العلمية رؤية نقدية للناقدة التونسية سهيلة حماد في شذرة الدكتورة الشاعرة السورية نادية حماد:

=========

الشذرة:

 الدكتورة الشاعرة نادية حماد


الشعر بحرقلاع


والدهشة  قارب بلاشراع

==========

التعقيب:


الله الله ما هذه البلاغة الإيقاعية المستفزة للممهجة والروح في تناسق المبنى والمعنى المنتجة لصورة على غاية من البلاغة والفصاحة..

دام نبض حس قائلها مستمرا منغما منسقا  لسنفونية الإبداع في رقة  يترجم تدفق مشاعر فياضة تتعالق مع ما يرغب في قوله القارى ولا تعسفه الكلمات..

بعد التفاعل الأول مع الشذرة نلاحظ أن قائلها يحمل رؤية وذائقة علمية سعى إلى طرحها بطريقة غير مباشرة 

وهي في هذا تسير على خطى الأوائل في وضع القواعد العلمية للنحو والصرف..


إذن هي شذرة زئبقية مشاكسة مخاتلة، إذ تجمع بين العلمي وبين الشعري  المخاتل لتكون الأنموذج المرغوب للمقاطع الشعرية التي تكون القصائد، فالشذرة التي بين أيدينا  تشد قارئها  بواسطة الإيقاع الصوتي المنغم بمقاطع صوتية ذات أثر بليغ على نفسية القارئ، مصحوبة بصورة شعرية واضحة  وموظفة بطريقة ذكية.

تعريف الشعر في الشذرة:


الشعر بحر قلاع المقصود أن الشعر كجنس هو عالم تركبه زوارق وقوارب ومراكب ذات أشرعة قد تقودها الرياح بواسطة أشرعتها حيث لا يرغب ربانها في حال زوبعة،  وقد ينجح  الريان في إيصالها إلى مرفئها، فلكل سفينة وجهتها. وبالتالي نتبين كيف أن الشعر عالم قد تحكمه الحرية  والقيود  كقواعد العمودي الحاسمة والتفعيلة وقد يكسر الشعر أغلال التفعيلة في ثورة على النمطية لينتج شعرا حرا، يستلهم إقاعه من الصورة  والبلاغة.. وعليه نستنتج أن الشعر بحر من البحور والمتاهات في كل الاتجاهات تحكمه الثقافة وترند  العصر.. 


أما الدهشة فلا شراع لها شريعتها هي شعارها، الدهشة ولا شيء غير الدهشة، زادها وزوادها لمسة غموض بمقدار، فالغموض في شذرة الشاعرة يغذي الدهشة كما يعمل  على تحريك محرك البحث عن الخيط الرابط الذي يؤلف بين جملتين  تسبح كل منهما في فلكها غير آبهة بالثانية في الظاهر، غير أن حرف العطف (الواو) جاء  ليؤكد وجود علاقة  بينهما، ليكون الضفيرة التي تشد أزر المعنى  وهذا ما سنعمل على توضيحه على مهل حتى نفهم معا المغزى...


منحى الوظيفة العلمية: 

 وردت الشذرة في جملتين اسميتين، معطوفة إحداهما على الثانية، وكأنها معادلة في ميزان قياس جمال أثر  إبداع الشعر والدهشة على المتلقي، وكأننا بالشاعرة تذكر قارئها بأن الشعر ليكون شعرا تتحقق أدبيته، لا بد أن يقترن بالدهشة، لذلك استخدمت حرف العطف (و) بدلا عن حرف العطف (ف) الذي يرتب الأشياء على حسب أهميتها.  للتذكير فإن كل من الجملتين  تتكونان من مبتدإ مفردة  (الشعر)  (الدهشة).

الشعر جنس أدبي  من خصوصيته تحريك الوجدان عبر صور شعرية، في حين أن الدهشة هي ردة فعل ونتيجة لا بد أن تقترن بالقرض.

أما كلا خبر الجملتين فوردا على نحو مركب إضافي يصف خصوصية كل مبتدأ.


الخاتمة

وهكذا نتبين كيف ألفت الشاعرة بين الأدبية الإنشائية والعلمية في عبارتين خفيفتين بما قل ودل متعمدة طرح معادلة إشكالية مقنعة، لتمتحن قارئها وترسخ القاعدة بشطارة الحرفية المتمكنة بلباقة العارف المتواضع..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق