حين-تتغنى-الشاعرة الفلسطينية الكبيرة الأستاذة عزيزة بشير..بنجاح-مهجة الروح-الأستاذ
سلطان أحمد الهندي
قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن دور المحاماة والمحامي الفلسطيني في الدفاع عن فلسطين ومقارعة الاحتلال الإسرائيلي هو دور بالغ الأهمية ويتخذ أشكالاً متعددة في سياق النضال الوطني الفلسطيني.والمحامون الفلسطينيون هم جنود مجهولون،لكنهم أبطال،يتمترسون خلف خط الدفاع الأول في معركة الدفاع عن الحقوق،وعن الوطن السليب والمستلب..هؤلاء الأبطال
يستخدمون-بمهارة-القانون سلاحًا في مواجهة آلة احتلال عنصرية.فدورهم لا يقل أهمية عن أي شكل آخر من أشكال النضال،فهم يحملون لواء الحق والعدالة في قاعات المحاكم والمحافل الدولية،مدافعين عن كرامة شعبهم وحقه في الحرية وتقرير المصير.علما أن العديد من المحامين الفلسطينيين يتعرضون للملاحقة والاعتقال من قبل قوات الاحتلال.إذ يتم منعهم من الوصول إلى المحاكم أو زيارات المعتقلين أحيانًا،بالإضافة إلى فرض قيود صارمة على عملهم من لدن المحتل الغاشم،كمصادرة الملفات وفرض قيود على التواصل مع المحاكم الدولية.
إن الحديث عن دور المحامين الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم وشعبهم وقضيتهم العادلة هو حديث عن دور مشرف ونبيل في مواجهة احتلال غاشم ينتهك القانون الدولي والإنساني بشكل منهجي.والمحامون الفلسطينيون-كما أسلفت- يقفون في الصفوف الأمامية للدفاع عن حقوق شعبهم عبر الوسائل القانونية المشروعة..
ومن هنا،فهم بساندون صمود الشعب الفلسطيني من خلال تقديم الدعم القانوني الذي يعزز قدرة الناس على البقاء في أراضيهم.والتمسك بإصرار بطين الأرض..وعطرها..
هذا الدور القانوني السلمي هو جزء من مقاومة شعبية مشروعة ضد احتلال يستمر في حرمان الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه التي كفلتها المواثيق الدولية.وجهود المحامين الفلسطينيين تمثل مقاومة بالقانون في مواجهة من لا يحترم القانون.
في هذا السياق،جاءتني قصيدة عبر ضفاف الخليج صاغتها بإقتدار الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير،تعبق بعطر الفخر والإعتزاز بتخرج الشاب الأنيق سلطان أحمد الهندي الذي تخرّجَ في كلّيةِ الحقوق بتفوّقٍ وواصل دربه الكفاحي والمعرفي حتّى أصبحَ أستاذاً محاميا يحمل أنبل الرسائل الأنسانية،في زمن أخرس..ظلم سافر وقهر كافر..
وإليكم -هذه المعزوفة-الخالدة التي صيغت بمداد الروح..ولولا بقية -حياء عربي-لبكيت إجلالا وإكبارا لشباب فلسطين،الذين يخوضون معركة الشرف بالظفر والناب..وكذا بالقلم والبندقية،ويصرخون بملء الفم والعقل والقلب والدم..نحن فداك يافلسطين..لا هويّة لنا خارج فضائك..أنت مقامنا أنّى حللنا..وأنت السّفر..
ألفا مُباركِ للمُحامِي وَآلِهِ
(سُلطانُ) أضحَى مُميَّزاً… مَشْهورا
درسَ الحُقوقَ وَبالتّفوُّقِ قَدْ غَدا
أستاذَ في سِلكِ القضاءِ …….مُنيرا
ألفا مُبارَكِ يا مُحامِيَ، مِنبَرٌ
وَسَطَ المَحاكِمِ تَعْتَليهِ ، …….كَبيرا
وسَطَ المحاكِمِ تعْتَليهِ مُدافِعاً
عَنْ كُلِّ حقٍّ ؛ كَيْ تكونَ… ….جَديرا
افْلِسطينُ أرضُنا صادَروهَا شَراذِمٌ
ومَعاهَا (غزّةُ) دمّروا…..…تَدميرا
ماذا نُعِدُّ مُحامياً لِعدوِّنا؟
فالحالُ صعْبٌ والحياةُ …..خطيرَة!
ألخالة/ عزيزة بشير
وأنا لا أقول : إنّ الرأس تطأطأ أمام الموت من أجل الوطن،بل أنّ الرأس لتظل مرفوعة فخرا بشعب أعزل يؤمن بأنّ الشجرة إذا ما اقتلعت تفجرّت جذورها حياة جديدة،وتلك هي ملحمة الإنبعاث من رماد القهر وهي بإنتظار من يدخلها ذاكرة التاريخ عملا عظيما يشع منارة في المسيرة الظالمة التي تنشر ظلمتها قوى الشر في هذا العالم المتخم بالجنون المتدحرج..
ختاما : أنا كاتب هذه السطور محمد المحسن،الناقد والكاتب الدولي..والمقيم بالشمال الإفريقي على التخوم الفاصلة بين البسمة والدمعة،أرسل سلة ورد وباقة من التحايا إلى الأستاذ المحامي الشاب..سلطان أحمد الهندي الذي ابتدأت معركته الآن،وما عليه إلا خوضها بجسارة من لا يهاب الموت،في سبيل غد مشرق ترفل فيه فلسطين في ثوب،العزة والمجد والكرامة والتحرير..
والحرية-يا أستاذ-فكرة قد تمرض،ولكنها لن تموت..
أما بالنسبة للشاعرة الكبيرة عزيزة بشير،فأقول:الشاعر يمثّل هويته الخاصة أولا، حتى لو عاش في جزيرة معزولة فهو خارج عبودية الزمكان والإرادة الخارجية.فرسالته جمالية فنية في جوهرها.وبما أنه مرتبط بنسيج أمته وهموم مرحلته بالضرورة فمن الطبيعي أن يشارك شعره في الدفاع عن مأساة الجرح القومي فيرقى بشعريته إلى فضاء إنساني يسهم في وقف محاولات الاستبداد.كل المحاولات العولمية الساعية إلى تفكيك الروح الجمعية وتذويب خصوصية الشاعر في ماء عكر هجين ستبوء بالفشل،لأن كينونة الشاعر تأبى الاتباع والامتصاص.أما موقف الشاعر من محاولات طمس الهوية الفلسطينية فهو واحد في العالم كله إنه الرفض الكلي.فالشعر دفاع فطري عن هوية الإنسان وخصوصيته،وهو ضد اقتلاع الجذور. وعليه فإن كل طفل فلسطيني يموت تطلع من قبره ألف شمس جديدة تنشر نور الفكرة،فكرة الصمود المفتوح.فالحرية فكرة قد تمرض ولكنها لن تموت.فالكنعانيون باقون وسيستمر الفينيق الفلسطيني بمواصلة الانبعاث من الرماد،إلى أن تموت البشرية.لفلسطين حضورها التاريخي الحضاري قبل من يحاولون سرقتها.الحياة نفسها تستغيث بأطفال فلسطين ليعلموها فن الأمل.ألم نلاحظ أن مئة سنة من التشتيت والتهجير والإبادة قد فشلت في ساعة واحدة فصحا العالم من غيبوبته الطويلة ووقف على الحقيقة؟
فلسطين قصيدة أزلية ينحني لها التاريخ احتراما.
وأنا أنحني لقصيدتك إجلا وإكبارا..
محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق