الأحد، 14 سبتمبر 2025

نص شعري وجيز للشاعرة نادية حماد سوريا من التعقيب للناقدة التونسية سهيلة حماد

 نص شعري وجيز للشاعرة نادية حماد  من سوريا


جلودُنا أقفاص

         ضلوعُنا مزامير حزن

رغباتُنا عصافير

          تحلم أن تطير .


       التعقيب للناقدة التونسية سهيلة حماد


بعنوان أثر الصور الشعرية في النفاذ إلى عمق البيان:


لقد استطاعت الشاعرة نادية حماد أن تخلق صورا شعرية جديدة من خلال الانموذج المعروض  بدى تحفة فنية،  أثرت الخيال والمخيال كما عانقت عذب الكلام وتماهت مع عمق البيان، وذلك باستخدامها  لاستعارات جميلة على نحو : {"جلودنا أقفاص" و"ضلوعنا مزامير حزن" و"رغباتنا عصافير تحلم أن تطير"}، 

إذ كان لها بليغ الأثر لدى المتلقي من حيث تحفيز ذهنه وتوجيهه نحو البعد الفلسفي والوجداني الرائع لهذا المقطع الشعري الوجيز،


إن اللغة الشعرية المستخدمة في بنية النص ساهمت في انفعال القارئ وذلك بريّ أو بسقي   بذرة الثورة لديه من أجل الانعتاق  وتحفيزه لكسر كل أغلال الرتابة..  لذلك رغم ثقل أوجاعنا التي تئن داخل ضلوعنا، ورغم الأقفال وحصون النواهي والمحرمات  التي تسيج حدودنا، التي عبرت عنها ب"جلودنا أقفاص" تلك الأقفاص التي  فرضها نسق السياق. لذلك تظل رغباتنا صادمة، صامدة.. فبالرغم من ضعف بنيانها عند نشأتها وهشاشة فكرتها لغرابتها في أغلب الأحيان. إلا أنها تمتاز عن الثقافة السائدة المهترئة التي أكلها الصدأ ونخرها وشوه ملامحها الزمن  بتجديد جين الأفكار، كما تمتاز هذه الرغبات  عن  الأجسام الثقيلة بخفتها وبأجنحتها المرفرفة، كفراخ العصافير الحالمة بالطيران، وهكذا يرفرف الخيال والأمنيات والطموح بأجنحة لا تعترف بالحدود ولا تولي للحواجز بالا طال ما نبتت لها أجنحة وتعلمت فن الطيران..

كذلك الإبداع وغزل الحروف لنسج معان ذات دلالات عميقة موزونة في تناسق المعنى والمبنى فهي ترفع القارئ الحصيف إلى قمم الجبال، ذلك أن المعاني  شكلت لوحة فنية كونية ذات بعد دلالي يقطع مع كل معرقل كما  يأبى العيش بين الحفر، وهكذا بدت المعاني التي بين أيدينا تشحذ الهمم في تحد  للحزن والألم.. ذلك أن الشاعرة من خلال ما قل ودل من الكلام، سواء عبر التلميح أو التصريح بدت تصبو  إلى التغيير  كتغيير المصير طمعا في أن تشرق شمس أجمل..

دمت ببهاء سيدة الحرف الرشيق الأنيق..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق