تحليل وقراءة أدبية بقلم الصحفي الشاعر محمد الوداني في قصيدة لِواءَ النقيّا للشاعر طاهر مشي

 تحليل وقراءة أدبية بقلم الصحفي الشاعر محمد الوداني  في قصيدة لِواءَ النقيّا للشاعر طاهر مشي 

قصيدة الشاعر طاهر مشي لوحة وطنية صادقة تمزج بين العاطفة الجياشة والانتماء العميق للأرض، حيث يتراءى الوطن أمًا حنونًا وصوتًا نداءً لا يغيب مهما ابتعد الجسد. النص مشبع بصور شعرية رقيقة تربط بين عناصر الطبيعة والوطن: التراب عزّة، السهل فجر، الجبل طود راسخ، الشمس والليل يتحولان رمزين للحب والوفاء، ما يجعل علاقة الشاعر بوطنه علاقة وجدانية وجودية لا تنفصل. يتخذ الإيقاع الموزون والقافية المتكررة طابعًا إنشاديًا يضفي على النص روحًا جماعية وكأنه نشيدٌ يمكن أن يردده الناس في لحظات الفخر أو الحنين، وهو ما يعزز بعده الوطني. يبرز في القصيدة حضور التضحية والفداء حيث يقدَّم الدماء زادًا لطريق الحرية، ويُواجه الموت بشجاعة من أجل بقاء الوطن، مما يعكس روح النضال والإباء. استخدام الشاعر للتكرار مثل “سلام على من بذلنا الدماء” يعزز أثر التوكيد ويجعل النص أقرب للتراتيل الوطنية المخلدة في الذاكرة. تتجلى في القصيدة عاطفة نقية ووفاء راسخ، فهي ليست مجرد مدح للوطن بل عهد وميثاق بالثبات وحمل “لواء النقيّا” رمز النقاء والوفاء والعزة. الشاعر طاهر مشي أبدع في رسم قصيدة وطنية مفعمة بالصدق والإحساس، تستحق التقدير والمدح.

مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي

القصيدة

لِواءَ النقيّا

ااااااااااااااااا 

بلادي وكم عشتُ فيها أبيّــا

وكم في الدروبِ التقينا سويّــا

نشأتُ على الأرضِ أحملُ حبــكْ

وفي القلبِ قد خطّ عهدًا قويّــا

كأنّي أراها، إذا ما ابتعدنــا

تناديني: عد، وكن لي وفيّــا

سقاني هواها، فصرتُ فتىً

يذوبُ غرامًا ويُهدي التحايا

ترابُكِ عزّي، وسهلُكِ فجري

وجبلكِ الطودُ يبقى مليّــا

إذا غابَ ضوءٌ، فحبُّكِ شمسي

وإن طالَ ليلٌ، فأنتِ الدُّجيّا

هواكِ نشيدي، وذكراكِ فخرٌ

تردّ الصدى في الليالي الشجيّــا

سلامٌ على من بذلنا الدماءَ

لأجلكِ.. ما خفنا الموتَ حيّــا

بلادي، وإن جارَ دهرٌ علينا

فأنتِ المنى، والبيانُ الجليّا

سلامٌ على من بذلنا الدماءَ

لأجلكِ.. نطوي المدى فيك طيّا

زرعنا الخطى فوقَ كلّ الصحارى

وسرنا على الحلمِ دربًا نقيا

وحين اشتدّت علينا الليالي

أضأنا الوفاءَ، وبتنا سريا

إذا ما دعانا النداءُ العظيمُ

نهضنا جنودًا نذودُ الأذيّا

فأنتِ الهوى، والرجاءُ، والمُنى

وأنتِ الصباحُ، إذا الدربُ غيّا

نموتُ، وتحيا على الأرضِ ذكرى

بأنّا حملنا لِواءَ النقيّا

ااااااااااااااااا 

طاهر مشي