/// قراءة للأستاذ:
(( نصرت محمود شافع))..
لديوان(السماء الثامنة)..
للشاعر والكاتب مصطفى الحاج حسين.
الديوان عملاً أدبيًا متميزا يجمع بين عمق التجربة الإنسانية والابتكار الفني. يتناول الديوان موضوعات الغربة، الحنين، الهوية، والانتماء، معتمدًا على أسلوب قصيدة النثر الحديثة، مما يضعه في موقع متميز ضمن الأدب المعاصر،
حيث يعتمد الحاج حسين في على قصيدة النثر، مستفيدًا من إمكانياتها في التعبير الحر والتكثيف الدلالي. يستخدم الشاعر الفعل المضارع بكثرة، مما يضفي على النصوص حيوية واستمرارية، كما في قوله:
(أزحفُ نحو رؤى نبضي)
هذا الاستخدام يعكس حالة من التوتر الدائم والسعي المستمر نحو تحقيق الذات أو الهروب من الواقع.
كما يتميز الديوان بتوظيف الصور الشعرية المركبة والرموز، مثل (الجبل، البحر، والسماء)، التي تُستخدم للتعبير عن مشاعر العزلة والبحث عن الانتماء.
ويتناول الديوان موضوع الغربة كحالة وجودية، وليس فقط كابتعاد جغرافي. في قصيدة (الغربة)، يصور الشاعر الغربة ككائن حي يهاجم الروح:
(الغُربةُ فقأتْ صَمتي / وورَّمتْ روحي)
هذا التصوير يجسد الألم النفسي والمعاناة الداخلية التي يمر بها الإنسان في مواجهة العزلة والابتعاد عن الوطن.
كما يُبرز الديوان الصراع بين الذات والآخر، بين الحلم والواقع، مما يعكس تأزمات نفسية ووجدانية عميقة.
وينتمي ديوان /السماء الثامنة/ إلى تيار الحداثة في الشعر العربي، حيث يتخلى عن الأوزان والقوافي التقليدية لصالح التعبير الحر واللغة المكثفة. هذا النهج يتيح للشاعر التعبير عن مشاعره وأفكاره بشكل أكثر صدقًا وحرارة، مما يعزز من تأثير النصوص على القارئ، وعند مقارنة ديوان (السماء الثامنة) بأعمال شعراء آخرين، مثل (أدونيس ومحمود درويش)، نلاحظ أن الحاج حسين يركز بشكل أكبر على التجربة الشخصية والداخلية، بينما يميل الآخرون إلى تناول القضايا السياسية والاجتماعية بشكل أوسع. هذا التركيز يمنح ديوان السماء الثامنة، طابعًا فريدًا في التعبير عن الذات والهوية.
إن ديوان السماء الثامنة، لمصطفى إضافة قيمة إلى الشعر العربي الحديث، حيث يجمع بين العمق النفسي والابتكار الفني. من خلال استخدامه لقصيدة النثر وتناوله لموضوعات الغربة والحنين والانتماء، يقدم الشاعر تجربة شعرية صادقة ومؤثرة تعكس التحديات الوجودية للإنسان المعاصر.
/ نصرت محمود شافع /.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق