قراءة نقدية: "القصة القصيرة ومتعة الرمزية"
القصة:" فناجين الوطن نموذجا"
الكاتب: عبد الله عبد الاله باسلامة (اليمن)
الناقدة : جليلة المازني (تونس)
القراءة النقدية : "القصة القصيرة ومتعة الرمزية"
1- عتبة العنوان:" فناجين الوطن"
اختار الكاتب عبد الله عبدالاله باسلامة عنوانا لقصته " فناجين الوطن" وقد ورد مركبا اضافيا المضاف فناجين فأيّ رمزية للفناجين؟
والمضاف اليه الوطن فأي معنى للوطن قد يقصده الكاتب؟
هل يقصد الكاتب الوطن الذي تغنى به ابن الرومي حين قال:
ولي وطن آليت ألّا أبيعه// أو أن أرى غيري له الدهر مالكا
أم أنه يقصد الوطن الذي تغنى به أحمد مطر حين قال:
نموت كي يحيا الوطن
يحيى لمن؟؟؟
من بعدنا يبقى التراب والعفن
نحن الوطن
ام هو وطن الشاعرالمصري مصطفى صادق الرافعي الذي قال فيه:
حماة الحمى يا حماة الحمى// هلمّوا هلمّوا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء//نموت نموت ويحيا الوطن
ام هو وطن أحمد شوقي حين قال:
بلادي وان جارت علي عزيزة // وأهلي وان ضنّوا علي كرام
و يقول أيضا:وطني أحبك لا بديل//أتريد من قولي دليل
حب الوطن ليس ادعاء//حب الوطن عمل ثقيل
ام أنّ وطن كاتبنا يتناغم مع وطن أبي القاسم الشابي حين قال:
اذا الشعب يوما أراد الحياة // فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي // ولا بد للقيد أن ينكسر
ام هل ان قصة كاتبنا عبد الله عبد الاله باسلامة "فناجين الوطن" تتناص مع كل أشعار هؤلاء الشعراء؟
أيّ وطن يحدّثنا عنه كاتبنا في قصة فناجين الوطن؟
2- القراءة النقدية: "القصة القصيرة ومتعة الرمزية"
استهل الكاتب القصة بمركب تمييز فجعل من الفناجين تمييزا للعدد 24 .
ما رمزية العدد 24؟ وما رمزية الفناجين في هذا العدد؟
الرقم 24 يرمز الى الانسجام والاسرة والرفقة..العدد 24 شخصا لديهم الرغبة في الانتماء الى مكان ما والشعور بالأمان..في علم الاعداد هو عدد من الاسرة والديبلوماسية والامن والرفقة والميثالية والعلاقات"(1).
ويتناص الرقم 24 ايضا مع سورة النور بالقرآن والتي رقمها 24 والتي تبدأ بآية "الله نور السماوات والارض" وتشتهر الآية بجمال تعابيرها وصورها وتحدث المفسرون كثيرا عن معناها.
والرقم 24 أيضا هو معيار الذهب الخالص بنسبة مئة بالمئة.
اذا كان العدد يتعلق بعدد الاشخاص :
- هل ان هؤلاء الأشخاص لديهم الرغبة في الانتماء الى مكان معين والشعور بالأمن و بالامان وبالرفقة والميثالية ؟
- هل سيكونون بنور سورة النور ومعانيها؟
- هل سيكونون بأرقى معايير الذهب الخالص؟
ولعل الكاتب عبّر عن قيمة الفناجين التي أهداها الملك لجده لاخلاصه و وطنيته
بان "صحونها مطلية بالذهب (الحقيقي)
هل يمكن أن ترمز الفناجين لأنصار الوطن والأوفياء له؟
من هم أنصار الوطن ؟
ان الكاتب اليمني عبد الله عبد الاله باسلامة استخدم ضمير المتكلم المفرد(امي/ ابي/ مهمتي /اختي..) لاضفاء الواقعية على الاحداث التي جدّت باليمن وكأني به شاهد على العصر .
هل هذه الاحداث هي حركات الشمال باليمن أم هي حركات الجنوب؟
لقد "تراوحت مطالب الحركات الجنوبية التي برزت بين المطالبة بالتمتع بقدر اكبرمن الاستقلالية ضمن دولة يمنية موحدة الى الانفصال التام واحلال دولة
جنوب اليمن المستقلة كتلك التي كانت قائمة قبل اتفاق الوحدة اليمنية واعلان
جمهورية اليمن الموحدة (شمال / جنوب) في أيار/ مايو 1990" (2)
ان الفناجين كانت رمز الاحتفال حيث أن الأم أخرجت الفناجين لاعداد القهوة للضيوف عند تولّي الأب منصبا كبيرا عند الاعلان عن الجمهورية فيقول:
"لكن مع تولي أبي منصبا كبيراعادت أمي لتخرج الطقم وتقدم القهوة للضيوف"
والام تقدم القهوة للضيوف لدلالة القهوة ورمزيتها:
"القهوة رمزللكرم وارتبطت بدلالات السلم والحرب..القهوة العربية ,أكثر من مشروب لتعديل المزاج ويزيد بل هي ايضا دلالة على الكرم عند العرب ورمز للألفة والسلام وقد تكون أيضا تعبيرا عن الشجاعة ونذيرا للحروب "(3)
هل فعلا كانت القهوة لها دلالات ترمز الى السلم والحرب وقد تكون نذيرا للحروب؟.
فعلا فقد مات الاب "بسكتة قلبية اثر انقلاب الثوّار"
لقد اوكل الكاتب لنفسه ولاخته "مهمة مراقبة الفناجين خوفا عليها من السرقة والتاكد من عودتها الى قواعدها سالمة في الصحن الفضّي".
وكأني بالأب قد أوصى ابنيه بمراقبة أنصار وأوفياء الوطن وقد رمز الكاتب اليهم بالفناجين و"التأكد من عودتها الى قواعدها سالمة في الصحن"
والقواعد قد ترمز الى كل أنصار الوطن والتعاون مع قواعدهم.
وكأني بالكاتب قد طبع كل أفراد العائلة (الاب /الامّ الابن والبنت) بطابع الوطنية
وحب الوطن والمحافظة عليه وعدم بيعه وعدم التفريط فيه(خوفا عليها من السرقة). وارادة الحياة في وطن لابد لليل ان ينجلي فيه.
ولعلي بالكاتب يعانق كل معاني الوطن التي ذكرها الشعراء وتتناصّ معها.
ولعل الأم عند تأجيل جواب أمّ حسن وهي تفكر في تقديم رشوة لها متعللة حبها لها وفي الحقيقة تريد منها أن تتوسط لها في توظيف ابنها لدى قريب لها(
لعل الكاتب هنا يثير قضية التوظيف بالوساطة دون الاخذ بعين الاعتبار الكفاءة
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة"(25/389):
" اذا ترتب على توسط من شفع لك في الوظيفة حرمان من هو أولى وأحق بالتعيين فيها,من جهة الكفاءة العلمية التي تتعلق بها, والقدرة على تحمل أعبائها
والنهوض بأعمالها مع الدقة في ذلك فالشفاعة محرّمة لأنها ظلم لمن هو أحقّ
وظلم لأولي الامر وذلك بحرمانهم من عمل الأكفأ وخدمته لهم ..ثم هي مع ذلك تولّد الظغائن وظنون السوء ومفسدة للمجتمع."(4)
ان الأمّ بوطنيتها حريصة على نظافة الفناجين وتخشى عليها من أيدي أمثال امّ حسن (برفق تغرق كل فنجان مع صحن على حده في الماء النظيف).
والكاتب لا يخفي عنا هنا انه مسكون (من خلال أمه)بوطن لا مجال فيه "للأيدي القذرة"ولا لسياسة النعرة العصبية فهو يتوق الى وطن تسوده نظافة اليد والشفافية والحيادية الفكرية(على حده). والكاتب يتمنى وطنا يسوده الاستقرار والامن مع أنصاره وأوفيائه (تغلقه باحكام متمنية ان لاتخرجها مجدّدا).
بيد أن الكاتب يدهش أمه بحدث جديد لم تكن لتتوقعه وكسر أفق انتظارها وكأن ابنها يريد ان يقول لها بان التمني يفيد طلب المستحيل.
لقد نشبت الحرب وانتصر الجيش الوطني الذي انضمّ اليه خاله واصبحت أمه أخت القائد تتقبل التهاني وعادت من جديدلاخراج طاقم الفناجين وكاني بها تريد مساندة أخيها بأنصار الوطن .وهنا دهشة الام كانت فخرا لها.
وبما ان الانتهازيين يتحينون الفرص دائما لاستغلالها فأم حسن تذكر أمه بتوظيف ابنها .
ان دهشة الام في مرحلة ثانية تجلّتْ في حدث مدهش وهو انتصار المقاومة الوطنية(حيث انضم اليها ابنها) على الجيش الوطني وتحولت الأمّ من أخت القائد الى أم القائد ..انها خسارة وربح بالنسبة للامّ ..انها خسارة مكانة الاخ وربح مكانة الابن.
لذلك توزّعت الفناجين الى نصفين(12/12) وتوزّع طعم القهوة الى طعْميْن(حلوة / مرّة).
ان الرقم (12) "يرمز الى الثقة في قدراتك ومهاراتك واستخدامها لتحقيق أهدافك
واستخدام مواهبك لتغيير الانسانية للأفضل والتخلي عن العادات القديمة"(5)
هنا قد يتدخل القارئ ليمارس حقه في التاويل اعتمادا على الذخيرة النصية :
- قد يعتبر القارئ ان الأمّ بقدر ما تثق في قدرات أخيها بقدر ما تثق في قدرات ابنها .
- قد يعتبر القارئ ان نصف القهوة مرّ ونصفها حلو هو تعبيرعن انقسام انصار الوطن الى أنصار الاخ (مرارة القهوة بسبب الهزيمة) والى أنصار الابن (حلاوة القهوة بسبب الانتصار).
ان الكاتب كان بارعا في رسم مشهد يعبّر بامتياز عن الصراع النفسي الذي تعيشه الامّ بين نزعتين أحلاهما مرّة انه تمزّقها بين نزعة البنوّة ونزعة الأخوة.
وقد ترمز الحلاوة والمرارة الى حقيقة الحياة المحكومة بالخير والشرّ بكل المتناقضات.وام حسن وسط كل المتناقضات لا تفكر الا في مصلحة ابنها من الجميع ( وحدها ام حسن من كانت تدعو الله ان ينصر الجميع)
يواصل الكاتب رسم مشهد آخر في الفناجين التي "ترتفع وتنخفض واحيانا تتأرجح فوق صحونها مصدرة أصواتا".
ان الكاتب من خلال هذا المشهد قد عبّر بامتياز عن التناحر السياسي بين الجيش الوطني(الخال) والمقاومة الوطنية (الاخ) ووقوع الخال والاخ في الاسر من طرف الجبهة الوطنية.وهنا أصبحت القهوة التي تقدّم للضيوف مرة ثم انقطعت بانقطاع قدوم الضيوف والذي انقطع بأسْر الخال والاخ وانقطاع مصالح الضيوف بذلك بمن فيهم أم حسن التي لم تعد تربطها أيّ مصلحة بهم.
ويختم الكاتب بقفلة لم نكن لنتوقعها كسرت أفق انتظار القارئ وانتهكت حرمة منطق الامور حين تولى حسن زعامة البلد مما أثر على نفسية الام وجعلها تتشاءم (لم نر أمي بكت في جنازةأبي الملفوف بالعلم الجمهوري يوم دفنه كما رأيناها تبكي ساعة أصيل تأكدت فيهاأخبار تولّي حسن زعامة البلد)
في هذا الاطار قد يستحضر القارئ قولة شارل ديقول الشهيرة" السياسة لعبة قذرة" .
وقد يستحضر القارئ ايضا الأيدي القذرة لجون بول سارتر وصعود أصحاب الأيدي القذرة الى الحكم.
أمام هذا التشاؤم الذي طال تفكير القارئ وشمله يتدخل الكاتب بامتياز ليَبُثّنا رسالة وهي ان الوطن فوق الجميع حين جعل أمّه تهدي الفناجين في صندوقها الملفوف بشرائط الهدايا حاملة اياه الى بيت أمّ الزعيم حسن ايمانا منها بان الوطن يعلو ولا يعلى عليه وقد تجرّدت من ذاتيتها وداست على أمومتها وكانت رمز المرأة الوطن ..انها المرأة الوطن .
وقد دعم الكاتب هذه الروح الوطنية العالية بوصف الجيش ب"الوطني" والمقاومة ب"الوطنية" والجبهة ب"الوطنية".
ولعل الكاتب يتناصّ في ذلك مع كل معاني الوطنية باشعار الشعراء المذكورة
سابقا.
سلم جليل حرف الكاتب عبد الله عبد الاله باسلامه وسلم قلمه المتمرّد والثائر الذي جعله لا يشبه الانفسه.
بتاريخ 08/07/2024
المراجع:
https://axisastrology.com>24-an(1)
الملاك رقم 24-المعنى والرمزية-1-9924
https://carnegieendowment.org>t..(2)
الطموحات السياسية لجنوب اليمن ومعوقاتها الداخلية.
https://arabicpost.net>منوعات(3)
رمز للكرم وارتبطت بدلالات السلم والحرب..القهوة العربية..
https://hawaaword.com>showthr..(4)
حكم الرشوة للحصول على وظيفة؟؟؟10/ مارس/2008
https://asiacue.com> منوعات (5)
الملاك رقم 12 المعنى الروحي والرمزية
"فناجين الوطن"(عبد الله عبد الاله باسلامة).القصة القصيرة:
24فنجانا من الصيني الأصلي مع صحونها المطلية بالذهب (الحقيقي) كما تؤكد أمي لكل من يدخل بيتنا يتفرج على هدية الملك الخاصة لجدي نظير إخلاصه ووطنيته، والذي لم يهنأ - كما تقول أمي - بسبب قيام الثورة وإعلان الجمهورية. لكن مع تولي أبي منصبا كبيرا عادت أمي لتخرج الطقم وتقدم القهوة للضيوف حتى فاجأنا موته بسكتة قلبية إثر انقلاب الثوار . كانت مهمتي وأختي الصغيرة مراقبة الفناجين خوفا عليها من السرقة، والتأكد من عودتها إلى قواعدها سالمة في الصحن الفضي. بحذر نحملها، وبحذر أكبر نعيدها إلى مغسلة المطبخ بانتظار مغادرة أم حسن التي تدخل إصبعها الشبيه بالمخلب في حلقة الفنجان وتظل تراوحه بين حجرها وفمها الذي لا يكف عن الحديث عن ولدها حسن الذكي القوي الشجاع... وعن أمنيتها امتلاك طقم فناجين مماثل تقدمه هدية لأمي دليل محبة.. وكي تتذكر موضوع توظيف حسن عند قريب لنا فترد أمي: - سأفكر في الأمر . بخروجها تسرع أمي إلى المطبخ، تحصي بسرعة عدد الفناجين، تبتسم لنا مكررة وعدها لي بالدراجة الهوائية، ولأختي بالفستان. برفق تغرق كل فنجان مع صحنه على حده في الماء النظيف.. تجففه بالمنديل القطني .. ترفعه نحو الضوء.. تبقيه عند مستوى عينيها تقلبه وتتفحصه.. وتتفقد الصحون والحواف المذهبة ..تفتح الصندوق الذهبي وتضع كل فنجان في مهده الوثير، تغلقه بإحكام متمنية أن لا تخرجها مجددا. لكن بعد بضعة أيام فقط نشبت الحرب، وانظم خالي إلى (الجيش الوطني)، ثم أصبح قائدا كبيرا يتردد اسمه بين الناس، وتدفع صدى انتصاراته الناس لزيارتنا، أمي التي أصبحت أخت القائد أخرجت الطقم، تقدم القهوة وهي تتحدث بفخر، وتدعو الله أن ينصره على أعداء الوطن. تؤمن أم حسن - بصوت عال - على دعاء أمي، ثم تميل نحوها وتهمس: - ماذا فعلت بشأن حسن؟ هل أخبرت سيادة القائد ؟ لكن الأخبار وصلت عن هزيمة الجيش، تحت ضربات المقاومة الوطنية التي انخرط فيها أخي الكبير . ظهر ضيوف من نوع آخر يتحدثون عن بطولات أخي الذي صار فجأة قائدا كبيرا للمقاومة فصارت أمي (أم قائد المقاومة الوطنية) تدعو الله وهي تقدم القهوة أن ينصره، وتجاهد في إخفاء قلقها على مصير خالي، وحدها أم حسن من كانت تدعو الله أن ينصر الجميع . أما أنا وأختي فقد أصبحنا نقدم الفناجين في صحنين، في كل صحن 12 فنجانا أحدهما قهوة مرة لضيوف أصدقاء خالي، والثاني قهوة سكر لضيوف أصدقاء أخي، ومع عودة الجيش إلى قوته تحولت الحرب بين الطرفين الوطنيين إلى كر وفر، كما اختلطت علينا الفناجين . وأصبح النقاش في ديواننا يحتد، والحوار يشتد ويتحول إلى ملاسنة وتوتر يصيبني وأختي بالقلق والخوف على الفناجين التي ترتفع وتنخفض، وأحيانا تتأرجح فوق صحونها مصدرة أصواتا تجعل قلبي يرتجف ويهوي بين ساقي، أما أمي فقد عصبت رأسها بربطة سوداء مكتفية بالصمت. وتكرر وعدها لأم حسن بأنها ستتوسط أن يكون إبنها مرافقا للقائد المنتصر سواء أكان أخي أو خالي، لكن بعد أيام قليلة وقع كليهما أسرى لدى طرف ثالث يدعى (الجبهة الوطنية) . أصبحنا نقدم القهوة مُرة لجميع الضيوف الذين فترت بمرور الأيام زياراتهم ثم شحت وانقطعت، وحدها تجلس أمي تحدق بقلق في الفناجين المقلوبة على أفواهها بانتظار خبر الإفراج عن الأسرى، وكلما نما إلى علمها شيء من الشائعات بعثتني إلى بيت أم حسن أدعوها لزيارتنا فتتعذر قائلة (نسيت)، في آخر مرة قالت: سأفكر في زيارتكم. لم نر أمي بكت في جنازة أبي الملفوف بالعلم الجمهوري يوم دفنه كما رأيناها تبكي ساعة أصيل تأكدت فيها أخبار تولي حسن زعامة البلد. فتحت أمي الصندوق وأخذت تقبل الفناجين واحدا واحدا قبل أن تسجيها برفق داخل تجاويفها الموسدة بالقماش المخملي، وتلف الصندوق بشرائط الهدايا، وتحمله إلى بيت أم الزعيم حسن. عبدالله عبدالإله باسلامه اليمن / ذمار .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق